.................................................................................................
______________________________________________________
البرهان (١)» وعلى هذا تتحد الكلمة وينحصر الخلاف ظاهراً في «السرائر (٢) والمفاتيح (٣)» حيث اقتصر فيهما على كراهية الإنشاد. وأمّا على ما فهمه المحقّق الثاني في «جامع المقاصد (٤) وفوائد الشرائع (٥)» والشهيد الثاني في «الروض (٦) والمسالك (٧)» وسبطه في «المدارك (٨)» من أنّ المراد من تعريف الضوالّ إنشادها لا نشدانها تكون المسألة خلافية أو من باب التنبيه بالأولوية مع تنقيح المناط. ويؤيّد الفهم الأوّل من العبارات المذكورة أنّ الخبر الذي رواه الصدوق في «الفقيه (٩) والعلل (١٠)» نصّ في النشدان لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قولوا له لا ردّها الله عليك» وما كانوا ليعرضوا عن نصّ الخبر إلى التعبير بما يدلّ عليه بالأولوية ونحوها ، إنّ ذلك لبعيد من طريقتهم ، نعم يتّجه ذلك للعجلي بناء على أصله ، اللهمّ إلّا أن يقال نظرهم إلى خبر المناهي أعني مرسل ابن أسباط (١١) ، وقد أتى فيه بالضالّة. ويدلّ على ذلك أنّ الشيخ عبّر في كتابيه بالضالّة كالخبر كما مرَّ وتبعه المصنّف والشهيد في «التحرير والذكرى» كما عرفت. قلت : الخبر المذكور غير ظاهر في خصوص الإنشاد ، بل هو محتمل لهما ، وهو الذي فهمه الأكثر منه كما عرفت إن
__________________
(١) مجمع الفائدة والبرهان : في مكان المصلّي ج ٢ ص ١٥٣.
(٢) الموجود في السرائر : ج ١ ص ٢٧٩ قوله : وينبغي أن تجنّب المجانين والصبيان والضالّة وإقامة الحدود وإنشاد الشعر ورفع الأصوات إلّا بذكر الله تعالى ، انتهى. وغير خفيّ على العارف بالاصطلاح أنّ مثل هذا التعبير يفترق عن الكراهة الاصطلاحية بكثير ، فتأمّل.
(٣) مفاتيح الشرائع : في أحكام المساجد ج ١ ص ١٠٤.
(٤) جامع المقاصد : في المساجد ج ٢ ص ١٥٠.
(٥) فوائد الشرائع : في أحكام المساجد ص ٥٩ س ٢.
(٦) روض الجنان : في المساجد ص ٢٣٦ س ١٩ ٢٠.
(٧) مسالك الأفهام : في أحكام المساجد ج ١ ص ٣٢٩.
(٨) مدارك الأحكام : في أحكام المساجد ج ٤ ص ٤٠٢.
(٩) من لا يحضره الفقيه : (باب فضل المساجد ..) ح ٧١٤ ج ١ ص ٢٣٧.
(١٠) علل الشرائع : باب العلّة التي من أجلها يكره الصوت وإنشاد الضالّة .. ج ١ ص ٣١٩.
(١١) وسائل الشيعة : باب ٢٧ من أبواب أحكام المساجد ح ١ ج ٣ ص ٥٠٧.