والوارد في الوثائق الشرعية من زوجاته من الأمهات من محاظيه هن خمس : الحاجة صالحة وآمنة وصفية ورحمة وعائشة ، والأخيرة منهن هي بنت الحاج إخلاص جلبي صاحب الوقف المعروف بحلب.
والحاجة صالحة هي بنت نعمة الله جلبي ابن الحاج مصطفى اللبق الآتية ترجمته. وقد جددت المسجد المعروف بمسجد المعلق في محلة السويقة وذلك في سنة ١١٨٧ ووقفت عليه وعلى مصالح القسطلين الواقع أحدهما أمام المسجد المذكور والثاني تجاه جامع زوجها عدة عقارات كبيرة عامرة هي في محلة السويقة.
قال أبو ذر في كنوز الذهب في الكلام على السهلية (هي سويقة حاتم وراء الجامع الكبير) : ومن قطيعة السهلية درب آخذ إلى الرواحية ، ثم يأخذ إلى درب شمس الدين ابن العجمي وبه مسجد معلق يقال أنشأه شهاب الدين بن عشائر ، وكان به ربعة يقرأ فيها ويدعى عقب القراءة للواقف. ورأيت في حدود الخانقاه الشمسية أن المسجد كان موجودا عند بنائها ، فالظاهر أن شهاب الدين المذكور جدده لا ابتكره. وله وقف بالقرى على قراءة سبع به أنشأه العفيف وقاعة بالقرب من آدر شيخنا المذيل (١) وصارت الآن ملكا. ا ه.
وفي محرم سنة ١١٧٧ وقف وقفه الكبير وشرط النصف من الموقوف على نفسه مدة حياته ، ثم من بعده فعلى أولاده الذكور والإناث ، ثم من بعدهم فعلى أولادهم وأعقابهم أن يكون الاستحقاق بينهم بترتيب الطبقات تحجب الطبقة العليا الطبقة السفلى. إلى أن قال : فإذا انقرضوا عاد وقفا على عتقائه وأولادهم كما سبق. وبهذين الشرطين وهما تشميله لأولاد الإناث وجعله مرتبا طبقات الطبقة العليا تحجب السفلى صار أولاد الإناث الذين هم بعيدون عن الأسرة الأميرية وليس لهم رابطة بها سوى أن جدة جدة جدتهم كانت من بنات أحد أولاد الواقف يستحقون في ريعه وينحصر بهم أو بأحدهم سنين طوالا ، وأولاده الصلبيون محرومون من تناول شيء من ريعه لأنهم أنزل طبقة. وشرط الواقف على هذه الصورة من الغرابة بمكان ، وقد استدعى انتباه جل الواقفين بحلب الذين أتوا بعده إلى الحيف الذي
__________________
(١) يعني به ابن خطيب الناصرية صاحب «الدر المنتخب» الذي ذيل به على تاريخ ابن العديم.