وفي سنة ١٢٧١ أرسلت الحكومة شخصين لأخذ العشر من القرى ، فبلغ خبرهما عشيرة الموالي فقبضوا عليهما بقرب تل السلطان وأخذوهما أسيرين وأعلموا الوالي أنا لا نطلقهما ما لم تطلقوا سراح زعمائنا الذين أرسلتموهم إلى الآستانة. وشقوا عصا الطاعة وصاروا يغيرون على القرى وينهبون أموالها وأموال المارة ، وأقلقوا بذلك بال الحكومة ، فعين المترجم لقمع هذه الفتنة ، فتوجه بالعسكر ومعه مدفعان وبذل منتهى النصح لهؤلاء الثائرين ، فلم يجد ذلك نفعا ، ولما أعياه أمرهم حاربهم في محل يقال له الظلمة ، فولوا الأدبار ودخلوا على عشيرة أولاد علي ، فعند ذلك انقادوا وخضعوا وسلموه الشخصين مع ما نهبوه من الأموال. وفي هذه السنة عين ناظرا على الجفتلك الهمايوني.
وفي سنة ١٢٧٥ ذهب لتأديب العصاة من عشيرة الحديديين والتركمان بسبب قطعهم الطريق وسلبهم الأموال وعاد موفقا.
وفي سنة ١٢٧٧ عادت عشيرة الحديديين إلى العبث في الأرض ، فتوجه إليها بشرذمة من العساكر وأخضعها واسترجع منها الأموال المنهوبة واستحصل منها التكاليف الأميرية المتأخرة. وفي سنة ١٢٧٩ عادت هذه العشيرة وعشيرة الموالي إلى النهب والسلب ، فعين المترجم فذهب وأدب العصاة منهما وعاد ظافرا.
وفي سنة ١٢٨٧ عين رئيسا للمجلس البلدي. وفيها عين رئيسا للجنة تحصيل الأموال الأميرية. وفي سنة ١٢٨٩ عين لرئاسة المجلس البلدي للمرة الثانية. وفي سنة ١٢٩٤ عين له للمرة الثالثة ، وكان الوالي وقتئذ في حلب الوزير كامل باشا الصدر الأعظم المشهور. وفي سنة ١٢٩٥ في شعبان فوضت إليه محافظة حلب بمقتضى مرسوم من كامل باشا المذكور ، وقد كانت حلب خالية من العساكر ، لأن من فيها كان أرسل للحرب الناشبة بين الدولة العثمانية والدولة الروسية ، فقام المترجم بالمحافظة أحسن قيام ولم يحصل في تلك المدة ما يخل بالأمن. وكان في كثير من الليالي يركب فرسه ويدور في الأسواق وفي الأزقة وكان عمره إذ ذاك سبعا وتسعين سنة.
وفي سنة ١٢٩٦ عين عضوا لمجلس أخذ العسكر المسمى (بالقرعة). وفي سنة ١٢٩٩ عين فيه أيضا. وفي سنة ١٣٠٢ عين لهذا المجلس في قرية قضاء جبل سمعان. وفي سنة ١٣٠٣ عين رئيسا إلى مجلس تحصيل الأموال الأميرية ، وكان الوالي جميل باشا وعمر المترجم