فتصدّق بها ، فأصبح وليس عنده شيء ، فجاءه من يسأله] (١) ، فلم يكن عنده ما يعطيه ، فلامه السّائل واغتمّ هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه ، وكان رحيما رقيقا (٢) ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، فأدّب الله ـ عزّ وجلّ ـ نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ بأمره فقال : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) يقول : إنّ النّاس قد يسألونك ولا يعذرونك ، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت (٣) من المال.
وفي تفسير العيّاشيّ (٤) : عن الحلبيّ ، عن بعض أصحابه ، عنه قال : قال أبو جعفر لأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ : يا بنيّ ، عليك بالحسنة بين الشّيئين تمحوهما.
قال : وكيف ذلك ، يا أبة؟
قال : مثل [قوله : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ).
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
عن ابن سنان (٥) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في] (٦) قوله : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ) قال : فضمّ يده وقال : هكذا.
عن محمّد بن يزيد (٧) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ (٨) في قوله : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً). قال : «الإحسار» الإقتار.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٩) : وقوله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً). فإنّه كان سبب نزولها : أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ كان لا يردّ أحدا يسأله شيئا عنده ، فجاءه رجل فسأله فلم يحضره شيء.
فقال : يكون ـ إن شاء الله تعالى ـ.
__________________
(١) من المصدر.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : رفيقا.
(٣) حسر الرّجل : أعيا ، وكلّ ، وانقطع.
(٤) نور الثقلين ٣ / ١٥٩ ، ح ١٧٩.
(٥) تفسير العيّاشي ٢ / ٢٨٩ ، ح ٦٠.
(٦) ليس في أ.
(٧) نفس المصدر ، ح ٦١.
(٨) في المصدر بعدها : قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
(٩) تفسير القمّي ٢ / ١٨ ـ ١٩.