فقال أبي ـ عليه السّلام ـ : [سله] (١) فيمن نزلت : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً). وفيمن نزلت (٢) : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ). وفيمن نزلت (٣) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا).
فأتاه الرّجل فسأله ، فقال : وددت أنّ الّذي أمرك بهذا واجهني به ، فأسأله عن العرش ممّ (٤) خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو؟
فانصرف الرّجل إلى أبي (٥) ، فقال أبي ـ عليه السّلام ـ : فهل أجابك بالآيات؟
قال : لا.
قال أبي : لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير مدّع ولا منتحل (٦). أمّا قوله : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ففيه نزل (٧) وفي أبيه ، وأمّا قوله : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) ففي أبيه نزلت ، وأمّا قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا) ففي أبيه نزلت وفينا ، ولم يكن الرّباط الّذي أمرنا به ، وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط (٨).
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
وقال أبو عبد الله (٩) ـ عليه السّلام ـ أيضا ـ : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) قال : نزلت فيمن يسوّف الحجّ حتّى مات ولم يحجّ (١٠) ، فعمي عن فريضة من فرائض الله.
وفيه (١١) خطبة له ـ صلّى الله عليه وآله ـ وفيها : وأعمى العمى عمى (١٢) الضّلالة بعد
__________________
(١) من المصدر.
(٢) هود / ٣٤.
(٣) آل عمران / ٢٠٠.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : ممّن.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : أبي عبد الله ـ عليه السّلام.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : ونور وغير المدّعى ولا المنتحل و.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : نزلت.
(٨) قيل : يحتمل أن يكون المراد من قوله ـ عليه السّلام ـ : «ففي أبيه نزل ... الخ» : أنّهم مأمورون برباطنا وصلتنا ، وقد تركوا ولم يأتمروا ، وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم ـ عليه السّلام ـ فيرابطنا من بقي من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط ، بالفتح ، أعني : القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ ومن نسله المرابط ، بالكسر. ويحتمل على هذا ـ أيضا ـ الكسر فيهما والفتح ، فتأمّل.
(٩) نفس المصدر / ٢٤.
(١٠) في المصدر زيادة : فهو أعمى.
(١١) نفس المصدر ١ / ٢٩١. (١٢) ليس في المصدر.