و «أشرك» منقول من : شركت زيدا ، للتّعدية إلى مفعول ثان.
وفي الخبر ما يؤيّد الأوّل ، ففي أصول الكافي (١) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن القاسم بن يزيد ، عن أبي عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة.
قال : قال : يذكر إبليس وتبرّيه من أوليائه من الإنس يوم القيامة (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ).
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وفي كتاب التّوحيد (٢) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ وقد ذكر قوله ـ تعالى ـ : (يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) : والكفر في هذه الآية البراءة ، يقول : فيبرأ بعضهم من بعض. ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشّيطان : (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ). وقول إبراهيم خليل الرّحمن : (كَفَرْنا بِكُمْ) ، يعني : تبرّأنا منكم.
(إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) (٢٢) : تتمّة كلامه ، أو ابتداء كلام من الله ـ تعالى ـ. وفي حكاية أمثال ذلك لطف للسّامعين ، وإيقاظ لهم ، حتّى يحاسبوا أنفسهم ويتدبّروا عواقبهم.
وفي تفسير العيّاشي (٣) : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أنّه إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلّا وسبعين كبلا (٤) ، فينظر الأوّل إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غلّ ، فينظر إبليس فيقول : من هذا (٥) الّذي أضعف (٦) الله له العذاب ، وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟
فيقال : هذا زفر.
فيقول : بما حدّد (٧) له هذا العذاب؟
فيقال (٨) : ببغيه على عليّ ـ عليه السّلام ـ.
فيقول له إبليس : ويل لك وثبور لك ، أما علمت أنّ الله أمرني بالسّجود لآدم
__________________
(١) الكافي ٢ / ٣٩٠ ، ح ١.
(٢) التوحيد / ٢٦٠ ، ح ٥.
(٣) تفسير العياشي ٢ / ٢٢٣ ، ح ٩.
(٤) الكبل : القيد.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : هو.
(٦) المصدر : أضعفه.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : جدّد.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : فيقول.