قائمة الکتاب
سورة الرعد
الآيات : 5 ـ 7
٢٤٩سورة إبراهيم
سورة الحجر
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١١ ]
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١١ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :510
تحمیل
والعامة على فتح الميم ، وضم المثلثة الواحدة مثله ، ك «سمرة ، وسمرات» و «صدقة وصدقات» وهي العقوبة الفاضحة.
قال ابن عباس : «العقوبات المتأصلات كمثلات قطع الأذن ، والأنف ، ونحوهما».
سمّيت بذلك لما بين العقاب ، والمعاقب عليه من المماثلة ، كقوله تعالى : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) [الشورى : ٤٠] ، ولأخذها من المثال بمعنى القصاص.
يقال : أمثلت الرّجل من صاحبه ، وأقصصته بمعنى واحد ، أو لأخذها من ضرب المثل لعظم شأنها.
وقرأ (١) ابن مصرف «المثلات» بفتح الميم ، وسكون الثاء ، وقيل : وهي لغة الحجاز في مثلة.
وقرأ ابن وثاب (٢) : بضم الميم ، وسكون الثاء ، وهي لغة تميم.
وقرأ الأعمش ، ومجاهد (٣) بفتحهما ، وعيسى بن عمرو ، وأبو بكر في رواية (٤) بضمهما.
فأما الضم ، والإسكان : فيجوز أن يكون أصلا بنفسه لغة ، وأن يكون مخففا في قراءة من ضمهما ، وأما ضمهما فيحتمل أيضا أن يكون أصلا بنفسه لغة ، وأن يكون اتباعا من قراءة الضم ، والإسكان نحو «العشر في العشر» وقد عرف ما فيه.
قال ابن الأنباري : «المثلة : العقوبة المبينة في المعاقب شيئا ، وهو تغيير تبقى الصورة معه قبيحة ، وهو من قولهم : مثل فلان بفلان : إذا قبح صورته إمّا بقطع أنفه ، أو أذنه ، أو سمل عينيه ، أو بقر بطنه ؛ فهذا هو الأصل ، ثم يقال للعار الباقي والخزي الدائم اللازم مثلة».
وقال الواحدي (٥) : «وأصل هذا الحرف من المثل الذي هو الشبه ، ولما كان الأصل أن يكون العقاب مشابها للمعاقب عليه ، ومماثلا له سمي بهذا الاسم».
والمعنى : يستعجلونك بالعذاب الذي لم نعاجلهم به ، وقد علموا ما نزل من عقوباتنا بالأمم الخالية ، أفلا يعتبرون بها.
ثم قال (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) وهذا يدلّ على أنه ـ سبحانه وتعالى ـ قد يعفو عن صاحب الكبيرة قبل التوبة ، لأن قوله : (لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) ، أي :
__________________
(١) ينظر : المحرر الوجيز ٣ / ٢٩٦ والبحر المحيط ٥ / ٣٥٩ والدر المصون ٤ / ٢٢٨.
(٢) ينظر : المحرر الوجيز ٣ / ٢٩١ والبحر المحيط ٥ / ٣٥٩ والدر المصون ٤ / ٢٢٨.
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٣ / ٢٩٦ والبحر المحيط ٥ / ٣٥٩ والدر المصون ٤ / ٢٢٨.
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ٣ / ٢٩٦ والبحر المحيط ٥ / ٣٥٩ والدر المصون ٤ / ٢٢٩.
(٥) ينظر : الفخر الرازي ١٩ / ١٠.