٣٢٠٧ ـ وابن اللّبون إذا ما لزّ في قرن |
|
لم يستطع صولة البزل القناعيس (١) |
ثم ذكر العلماء في ذلك توجيهات :
منها : أن الكسر على أصل التقاء الساكنين ، وذلك أنّ ياء الإعراب ساكنة وياء المتكلم أصلها السّكون ، فلما التقيا كسرت ؛ لالتقاء الساكنين.
الثاني : أنها تشبه هاء الضمير في أنّ كلّا منهما ضمير على حرف واحد و «هاء» الضمير توصل بواو إذا كانت مضمومة ، وبياء إذا كانت مكسورة ، وتكسر بعد الكسرة والياء ساكنة ؛ فتكسر كما تكسر الهاء في : «عليه» ، وبنو يربوع يصلونها بياء كما يصل ابن كثير نحو «عليهي» بياء ، فحمزة كسر هذه الياء من غير صلة ، إذ أصله يقتضي عدمها.
وزعم قطرب أنها لغة بني يربوع.
قال : يزيدون على ياء الإضافة ياء ؛ وأنشد : [الرجز]
٣٢٠٨ ـ ماض إذا ما همّ بالمضيّ |
|
قال لها : هل لك يا تافيّ (٢) |
وأنشده الفراء وقال : فإن يك ذلك صحيحا ، فهو مما يلتقي من الساكنين فنخفض الآخر منها.
وقال أبو علي (٣) : قال الفرّاء في كتاب التصريف له : زعم القاسم بن معن أنه صواب ، وكان ثقة بصيرا.
وممن طعن عليها أبو إسحاق قال : هذه القراءة عند جميع النحويين رديئة مرذولة ، ولا وجه لها إلا وجه ضعيف.
وقال أبو جعفر : «صار هذا إدغاما ، ولا يجوز أن يحمل كتاب الله ـ عزوجل ـ على الشذوذ».
وقال الزمخشري (٤) : هي ضعيفة ، واستشهدوا لها ببيت مجهول : [الرجز]
٣٢٠٩ ـ قال لها : هل لك يا تافيّ |
|
قالت له : ما أنت بالمرضيّ (٥) |
وكأنه قدر ياء الإضافة ساكنة ، وقبلها ياء ساكنة فحركها بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين ، ولكنه غير صحيح ؛ لأنّ ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف نحو : عصاي ، فما بالها وقبلها ياء؟.
__________________
(١) تقدم.
(٢) البيت للأغلب العجلي. ينظر : إبراز المعاني (٥٥٠) ، معاني الفراء ٢ / ٧٦ ، الألوسي ١٣ / ٢١٠ حاشية يس ٢ / ٦٠ ، معاني الزجاج ٣ / ١٥٩ ، الخزانة ٢ / ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، مشكل إعراب القرآن ١ / ٤٠٤ ، المحتسب ٢ / ٤٩ ، رسالة الغفران ٤٥٦ ، إعراب النحاس ٢ / ٣٦٩ ، الكشاف ٢ / ٣٧٤ ، الدر اللقيط ٥ / ٤١٩ ، الكشف ٢ / ٢٦ ، الدر المصون ٤ / ٢٦٢.
(٣) ينظر : الحجة ٥ / ٢٩.
(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ٥٥١.
(٥) تقدم.