وقال ابن عبد البرّ في مقدمة كتابه : الاستيعاب (٤) :
(ثبتت عدالة جميعهم). ثمّ أخذ بإيراد آيات وأحاديث وردت في حقّ المؤمنين منهم نظير ما أوردناه من الرازي.
وقال ابن الاثير في مقدمته لكتاب أسد الغابة (٥) :
(... إنّ السنن الّتي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدّين ، إنّما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها ، وأوّلهم والمقدّم عليهم أصحاب رسول الله (ص) فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشدّ جهلا وأعظم إنكارا ، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم ...
والصّحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلّا في الجرح والتعديل ، فإنّهم كلّهم عدول لا يتطرّق إليهم الجرح ...).
وقال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث ، في بيان حال الصّحابة من العدالة ، من مقدمة الإصابة (٦) :
(اتّفق أهل السنّة على أنّ الجميع عدول ، ولم يخالف في ذلك إلّا شذوذ من المبتدعة ...).
وروى عن أبي زرعة أنّه قال :
(إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله (ص) فاعلم أنّه
__________________
(٤) الاستيعاب فى أسماء الاصحاب للحافظ المحدث أبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البرّ النمري القرطبى المالكي (٣٦٨ ـ ٤٦٣ ه).
(٥) أسد الغابة في معرفة الصحابة لأبي الحسن عز الدين علي بن محمد بن عبد الكريم الجزريّ المعروف بابن الأثير (ت : ٦٣٠ ه) ، ١ / ٣.
(٦) الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني الشافعي المعروف بابن حجر (٧٧٣ ـ ٨٥٢ ه) وقد رجعنا إلى ط. المكتبة التجارية سنة ١٣٥٨ ه بمصر ، ١ / ١٧ ـ ٢٢.