العنزي شرّ من بعثت ، فعاقبه عقوبته التي هو أهلها واقتله شرّ قتلة. فلمّا قدم به على زياد بعث زياد به إلى قسّ الناطف فدفن به حيّا (٢٣)
ومن قصص زياد بن أبيه في هذه المعركة أيضا ما وقع بينه وبين صيفي ابن فسيل ، فإنّه أمر فجيء به إليه ، فقال له : يا عدوّ الله! ما تقول في أبي تراب؟ قال : ما أعرف أبا تراب ؛ قال : ما أعرفك به! قال ما أعرفه ، قال : أما تعرف عليّ بن أبي طالب؟! قال : بلى ، قال : فذاك ، ـ وبعد محاورة بينهما ـ قال : عليّ بالعصا ، فقال : ما قولك في عليّ؟ قال : أحسن قول أنا قائله في عبد من عبيد الله أقوله في أمير المؤمنين ، قال : اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض ؛ فضرب حتى ألصق بالأرض ؛ ثم قال : أقلعوا عنه ، فتركوه ، فقال له : إيه ما قولك في عليّ؟ قال : والله لو شرطتني بالمواسي والمدى ما قلت إلّا ما سمعت منّي ، قال لتلعننّه أو لأضربنّ عنقك ، قال : إذا والله تضربها قبل ذلك ، فأسعد وتشقى ، قال : ادفعوا في رقبته ، ثمّ قال : أوقروه حديدا واطرحوه في السجن ، ثمّ قتل مع حجر (٢٤).
وكتب إلى معاوية في رجلين حضرميّين (٢٥) أنّهما على دين عليّ ورأيه ، فأجابه : من كان على دين علي ورأيه ، فاقتله ، ومثل به ، فصلبهما على باب دارهما بالكوفة (٢٦).
كما أمره بدفن الخثعميّ الذي مدح عليّا وعاب عثمان حيّا ، فدفنه
__________________
(٢٣) أوردناها موجزة من عبد الله بن سبأ ٢ / ٢٨٤ ـ ٣٠٣ وفي ترجمة حجر من تاريخ دمشق لابن عساكر وتهذيبه تفصيل الخبر.
(٢٤) الطبري ، ٦ / ١٠٨ و ١٤٩ ؛ وابن الأثير ٣ ، ٢٠٤ ، والأغاني ١٦ ، ٧ ، وابن عساكر ، ٦ / ٤٥٩.
(٢٥) نسبة إلى حضر موت من بلاد اليمن.
(٢٦) المحبر ، ص ٤٧٩.