حيا (٢٧).
وختم حياته بما ذكره المسعودي ، وابن عساكر ، قال ابن عساكر :
جمع أهل الكوفة فملأ منهم المسجد والرحبة والقصر ، ليعرضهم على البراءة من عليّ(٢٨). وقال المسعودي : وكان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرّضهم على لعن عليّ ، فمن أبى ذلك عرضه على السيف ، ثمّ ذكر أنّه اصيب بالطاعون في تلك الساعة فأفرج عنهم.
وكان عمرو بن الحمق الخزاعيّ ممن أصابه التشريد والقتل في هذه المعركة ، فإنّه فرّ إلى البراري ، فبحثوا عنه حتى عثروا عليه ، فحزّوا رأسه وحملوه إلى معاوية ، فأمر بنصبه في السوق ثم بعث برأسه إلى زوجته في السجن ـ وكان قد سجنها في هذا السبيل ـ فالقي في حجرها (٢٩).
عمّت هذه السياسة البلاد الإسلامية ، واتّبعها ونفّذها غير من ذكرنا من الأمراء أيضا ، كبسر بن أرطاة في ولايته البصرة ، وابن شهاب في الري (٣٠) فقد كانت لهم قصص في ذلك ذكرها المؤرخون ، ثمّ أصبحت هذه سياسة بني أمية التقليدية ، ولعن علي بن أبي طالب على منابر الشرق والغرب ما عدا سجستان ، فإنّه لم يلعن على منبرها إلّا مرة ، وامتنعوا على بني أمية ، حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد في حين كان يلعن على منابر الحرمين
__________________
(٢٧) راجع قصة حجر بن عدي في عبد الله بن سبأ.
(٢٨) المسعودي في أيام معاوية ٣ / ٣٠ ؛ وابن عساكر ٥ / ٤٢١.
(٢٩) المعارف لابن قتيبة ٧ / ١٢ ، والاستيعاب ٢ / ٥١٧ ، والاصابة ٢ / ٥٢٦ ، وتاريخ ابن كثير ٨ / ٤٨ ، والمحبر ، ص ٤٩٠.
(٣٠) في حوادث سنة ٤١ ه من الطبري ٦ / ٩٦ ، وابن الأثير ٣ / ١٦٥ ، وابن شهاب في ابن الأثير ٣ / ١٧٩ في ذكر استعمال المغيرة على الكوفة من (حوادث سنة إحدى وأربعين).