وبعض أنحاء الوضع ، أو بمنشإ انتزاعه كبعض أنحائه
______________________________________________________
يجب إعطاء صاع منه للعادل ، والطاهر يجب أن يعطي للعادل ، واللابس ثوبا يجب ان يعطي للعادل ، والثوب الأبيض يجب على لابسه أن يعطي للعادل ، والأبيض من الثياب يجب على لابسه ان يعطي للعادل ... وهكذا ، ولأجل ذلك كان الأثر المذكور وهو الوجوب أثراً لكل واحد من مفردات القضية الشرعية له نحو إضافة إليه غير ما للآخر ، ويكفي ذلك في جواز استصحابه ، فيجوز استصحاب كل من العدالة والإعطاء والصاع والتمر والطهارة واللبس والثوب والبياض عند الشك فيه ، ولا فرق بين نفس الإعطاء الّذي هو موضوع الحكم التكليفي وبين غيره من العناوين المذكورة في القضية ، فان كان مفاد دليل الاستصحاب تنزيل المشكوك منزلة المتيقن كان مفاد استصحاب كل واحد من مفردات القضية المذكورة جعله حال كونه مشكوكا منزلة المتيقن في كونه طرفا للإضافة الخاصة ، وان كان مفاده وجوب جعل عمل الشاك عمل المتيقن فقد عرفت ان منصرفه خصوص العمل من حيث كون المتيقن طرفا للإضافة الخاصة القائمة بينه وبين الأثر الشرعي الّذي تضمنته الكبرى الشرعية. ومن هذا يظهر لك ضابطة كون الأصل مثبتاً أو غير مثبت فان كل أصل يجري فيما هو مذكور في القضية الشرعية الموجب لكونه طرفا لإضافة خاصة لترتيب العمل بلحاظ تلك الإضافة فليس بمثبت ، وما لا يكون كذلك فهو مثبت ، ويشهد بذلك الصحيحتان الأوليان الواردتان في الطهارة من الحدث والخبث التي هي من قيود الموضوع لا نفسه فان المورد المذكور قرينة قطعية على عموم الدليل فضلا عن ظهوره في نفسه بالعموم والله سبحانه أعلم (١) (قوله : وبعض أنحاء الوضع) يعني القسم الثالث من أقسام الوضع المتقدمة ، والوجه في شموله لذلك ما عرفت من أن ظاهر الدليل كونه ناظراً إلى الكبريات الشرعية سواء كانت أحكامها تكليفية أم وضعية فيجوز استصحاب طهارة الماء لإثبات مطهريته كما يجوز استصحاب نجاسته لإثبات نجاسة ملاقيه