يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت» (١).
٢ ـ وجاء في حديث آخر عن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : «أنّه تفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيّام عمره أربعة وعشرون خزانة ـ عدد ساعات الليل والنهار ـ فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسروراً فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النّار لأدهشهم عن الاحساس بألم النّار ، وهي الساعة التي فيها اطاع ربّه ـ ثم يفتح له خزانة اخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنّة لنغص عليهم نعيمها وهي الساعة التي عصى فيها ربّه ثم يفتح له خزانة اخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسره ولا مايسوؤه وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشي من مباحات الدنيا فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكناً من أن يملأها حسنات ما لا يوصف ومن هذا قوله (ذلك يوم التغابن» (٢).
٣ ـ وجاء في حديث آخر للرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : «أنا أول قادم على الله ثم يقدم عليَّ كتاب الله ثم يقدم عليَّ أهل بيتي ، ثم يقدم عليَّ امتي فيقفون ، فيسألهُم ما فعلتم في كتابي وأهل بيت نبيّكم» (٣).
٤ ـ وجاء في حديث آخر : «أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ماسواها» (٤).
٥ ـ وجاء في حديث آخر : «ان أول مايسأل عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه» (٥).
فمن الممكن أن يشعر القاري بأنّ هناك تضادا فيما يتعلق بأول مايسأل عنه الإنسان يوم القيامة فاذا كان أحدهما هو الأول فكيف يكون غيره الأول أيضاً ، ولكن يظهر أنّ المراد بأنّ هناك مجموعة من الأعمال يسأل عنها ضمن المرحلة الاولى ، وكل الذي ورد في هذه
__________________
(١). خصال الصدوق ، (مطابق لماورد في بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٢٥٨ ، ح ١).
(٢). بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٢٦٣ ، ح ١٥.
(٣). المصدر السابق ، ح ٢٢.
(٤). المصدر السابق ، ص ٢٦٧ ، ح ٣٣.
(٥). تفسير درّ المنثور ، ج ٥ ، ص ٢٧٣.