وبهاء وجذابية ملابس أهل الجنّة.
قال تعالى : (وَيَلبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ). (الكهف / ٣١)
وورد نفس هذا المعنى بشي من الاختلاف في قوله تعالى في آيتين الاولى : (يَلبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ) وفي الآية الثانية : (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضرٌ وَإِسْتَبرَقٌ) (١). (الدخان / ٥٣) (الدهر / ٢١)
ونقرأ في تعبير آخر : (وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) (الحج / ٢٣)
ولقد ورد نفس هذا التعبير في الآية ٢٣ من سورة فاطر ، وشبيهه في سورة الدهر ، الآية ١٢.
وكلمة «سندس» حسب اجماع أهل اللغة والمفسرين (ما رقَّ من الثياب) وهي ثياب حريرية فاخرة. وأصل هذه الكلمة غير عربي فلقد ورد في بعض كتب اللغة أنّ أصلها فارسي أو رومي (٢) ، ولو أننا لم نعثر على هذا المعنى في اللغة الفارسية.
وقال البعض : إنّ أصلها يوناني (٣).
وقال آخرون : السندس : قماش من الحرير يستعمل في نسجه خيوط من الذهب.
وأمّا (استبرق) على قول أرباب اللغة والمفسرين (ما غلظ من الملابس الحريرية ولا يراد به الغلظة في الخيوط إنّما يراد به المتانة في النسيج).
وقيل : إنّ (الاستبرق) فارسي معرب اصله «استبر» أو (ستبر) والذي يعني السميك ، وقيل هو الديباج المنسوج بالذهب ، وقيل السندس : الديباج الرقيق الفاخر الحسن ، والاستبرق : الديباج الغليظ الذي له بريق. وهذا يدل على أنّ ثياب أهل الجنّة من الحرير الخالص وبأشكال مختلفة.
__________________
(١). «عاليهم» من مادة «علوّ» أي من فوقهم. وقيل : في اعرابها احتمالان ، الأول : أنّها «ظرف» لأنّها تحمل معنى «فوق» ، والآخر : «حال» للضمير «هم» الذي جاء في الآيات السابقة.
(٢). التحقيق في كلمات القرآن الكريم.
(٣). معجم اللغة ل (دهخدا).