«كورت» : مشتقة من مادة (تكوير) ، وهي بمعنى الطي أو اللف أو جمع الشيء مثل لف العمامة على الرأس وكذلك جاءت هذه الكلمة بمعنى الانطفاء أو الاسقاط ، والظاهر من هذين المعنيين فيما يتعلق بالشمس أنّهما من باب اللازم والملزوم ، فيذهب ضوء الشمس بالتدريج وتعمّ الظلمة. أمّا (انكدرت) فهي مشتقة من مادة (انكدار) وهي الظلمه أو السقوط والتناثر ، والظاهر أنّ كلا المعنيين بخصوص الكواكب من باب اللازم والملزوم ، نعم وحسب شهادة القرآن ينطوى ويجمع في نهاية هذا العالم أعظم مصدر للنور في منظومتنا الشمسية وهو الأساس لإضاءة جميع السيارات وبهذا سيكون مصير الكواكب الاخرى نفس مصير الشمس ، ويقول الفخر الرازي : «إنّ البعض يرى أنّ كلمة (كورت) مأخوذة من مادّة (كور) بمعنى الأعمى وهذا يعني أيضاً ذهاب ضوء الشمس ونورها» (١).
ويعتقد علماء اليوم أنّ مصدر الطاقة الشمسية هو الانفجارات الذرّية (التي يكون وقودها الهيدروجين ورمادها الهليوم) (٢).
وبناءً على ذلك سوف ينقص من وزن هذا الكوكب ٠٠٠ / ٣٥٠ مليون طن في كل ٢٤ ساعة وهذا الأمر يكون سبباً في ضعف وقلة ضوء الشمس تدريجياً وهذا هو مفهوم جمع نور الشمس وانطفائها وهما المعنيان الكامنان في مادة (تكوير) حسب مايذكر أرباب اللغة بالرغم من أن نقص هذا المقدار وبحكم الظروف الحالية ليس له تأثير فوري عليها وذلك بسبب كبر حجمها.
فاذا حسبنا سرعة النقصان بمقاييسنا الحالية فمن الممكن أن يطول تحقق ذلك ملايين أو مليارات السنين.
ولا أحد يعلم ماذا يحدث غداً في هذا العالم ، فمن الممكن أن تحدث امور تُعجِّل في نقصان هذه الأشعة الكونية وتساعد في انطفاء هذا المصدر العظيم للنور وللحرارة بصورة كلية وفي فترة قصيرة.
__________________
(١). التفسير الكبير ، ج ٣١ ، ص ٦٦.
(٢). زندكي ومرك ستاركان ، ص ٩٢ (الكتاب باللغة الفارسية).