وجاء نظير هذا المعنى في قوله تعالى : (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ). (الحاقة / ١٦)
كما ورد نفس هذا المعنى بشىء من الاختلاف في قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ). (الفرقان / ٢٥)
والمراد من السماء في هذه الآيات هي الأجرام السماوية حيث تشقق هذه الأجرام في نهاية العالم على أثر الانفجارات المتتابعة ، أمّا المقصود من تشقق السماء بالغمام فيحتمل أن يرافق انشقاق السماء حصول غمام كثيف بفعل الأتربة والغبار المتولد عنها ، والباء في قوله (.. بالغمام) كما يحتمل ذلك صاحب الميزان ، للملابسة أي تنفتح السماء متلبسة بالغمام (أي متغيمة) (١).
ولكن المرحوم العلّامة الطباطبائي لم يستبعد أن يكون الكلام كناية عن انكشاف غمة الجهل وبروز عالم السماء وهو من الغيب وبروز سكانها وهم الملائكة ونزولهم إلى العالم الأرضي (فالباء في هذه الآية تكون بمعنى (عن) أي تذهب الغيوم جانباً ويظهر غيب العالم).
ولكن لما لم يكن هناك دليل على هذا التفسير الكنائي فيكون من الصعب قبوله.
ومن المناسب أن نذكر حديثاً للإمام علي عليهالسلام في هذا الصدد حيث يقول : (إنّها تنشق من المجرّة) (٢).
إنّ هذا التعبيرالرائع ينطبق مع آخر الاكتشافات التي توصل إليها العلماء في مجال المجرّات ، حيث يقولون : إنّ المنظومة الشمسية والكواكب التي نشاهدها هي جزء من مجرّات عظيمة (درب التبانة) ويمكن رؤيتها بالعين المجرّدة ويكون انشقاق الشمس والقمر والكواكب مصاحباً لانشقاق هذه المجرّات الكبيرة (تأمل ..).
وأحياناً يعبر القرآن بالانفطار : (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرِتْ). (الانفطار / ١)
__________________
(١). تفسير الميزان ، ج ١٥ ، ص ٢٠٢.
(٢). تفسير الكبير ، ج ٣١ ، ص ١٠٣.