إضافة إلى هذا نقرأ في روايات عديدة أنّ الجنّة حالياً في حالة بناء واتساع بواسطة أعمال الإنسان ، فبعض أعمال الإنسان ينتج عنها غرس أشجار جديدة في الجنّة ، ولا تصح مثل هذه الأخبار إلّاإذا كانت الجنّة موجودة حالياً ، ومن جملة ذلك ماورد في الروايات التالية التي تحمل ابعاداً تربوية رفيعة :
١ ـ نقل أبو أيوب الأنصاري حديثاً عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «في ليلة المعراج مَرَّ بي إبراهيم الخليل عليهالسلام وقال : مُر امّتك أن يكثروا من غرس الجنّة فإنّ أرضها واسعة وتربتها طيّبة قلت وما غرس الجنّة؟ قال. لا حول ولا قوة إلّابالله» (١).
٢ ـ جاء في حديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من قال لا إله إلّاالله ، غرست له شجرة في الجنّة» (٢).
٣ ـ نقل الإمام الصادق عليهالسلام حديثاً عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنّة ، ومن قال الحمد لله غرس الله له بها شجرة في الجنّة ، ومن قال لا اله إلّاالله غرس الله له بها شجرة في الجنّة ، ومن قال الله أكبر غرس له بها شجرة في الجنّة» فقام له رجل من قريش كان بين الحاضرين وقال له : اذن فشجرنا في الجنّة أكثر ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : «نعم ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها»(٣).
٤ ـ وجاء في حديث آخر عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «لمّا اسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فرأيت فيها ملائكه يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة ، وربّما أمسكوا ، فقلت لهم : مالكم ربّما بنيتم وربّما أمسكتم؟ فقالوا حتّى تجيئنا النفقة! فقلت لهم : وما نفقتكم؟ فقالوا : قول المؤمن في الدنيا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّاالله والله أكبر ، فاذا قال بنينا ، وإذا أمسك أمسكنا» (٤).
نختم هذا البحث بحديث للمرحوم العلّامة المجلسي ، فقد قال في نهاية هذه الرواية
__________________
(١). بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ١٤٩ ، ح ٨٣.
(٢). ورد هذا الحديث في كتب كثيرة منها : المحاسن ؛ ثواب الأعمال ؛ بحار الأنوار عن اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٥١٧ ح ٢.
(٣). بحار الأنوار ، ج ٨ ، ص ١٨٦ ، ح ١٥٤.
(٤). المصدر السابق ، ج ١٨ ، ص ٣٧٥ ، ح ٨٠ (بشيء من التلخيص).