الفصل الثالث : علامات بدء القيامة
عند قيام الساعة تقع حوادث عظيمة ، فكما أنّ الدنيا تنتهي بوقوع حوادث عظيمة ، كذلك تقترن بداية القيامة بحوادث عظيمة أيضاً ، وقد ورد هذا المعنى في آيات مختلفة من القرآن الكريم.
١ ـ قال تعالى : في سورة إبراهيم : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرضِ وَالسَّمواتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). (إبراهيم / ٤٨)
هذا التبديل هو إشارة واضحة إلى المرحلة الثالثة وذلك لأنّه تعالى يقول في ذيل الآية (وَبَرَزُوا للهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ).
وهذه النكتة جديرة بالاهتمام ، فليس المراد من تبديل الأرض بأرض اخرى هو تبديل لذات الأرض كما يتصور البعض بل إنّ المقصود هو تبدل صفاتها مثل ازالة الجبال أو استوائها وصيرورتها قاعاً صفصفاً كما يذكر القرآن الكريم أو زيادة مساحتها وغير ذلك من دون تبديل ذاتها.
ودليل هذا الكلام آيات عديدة عن نشور الأموات من قبورهم وبالخصوص منها : (مِنْهَا خَلَقنَاكُم وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تارَةً اخَرَى). (طه / ٥٥)
على كل حال ذكر المفسرون آراء عديدة حول هذه الآية ولا يوجد لديهم أي دليل إلّا بعض الروايات المرسلة ، أو الاستناد إلى بعض أقوال الآخرين ، فاحياناً يقولون إنّ الأرض تبدل بالفضة والسماء بالذهب وأحياناً اخرى يقولون إنّ الأرض تبدل بالنار والسماء بالجنان أو كل قطعة من الأرض تبدل إمّا إلى فضة أو إلى نار حسب ما يناسب وضعها مع المؤمنين والكفّار.
وكل ما نستفيده من هذه الآية بشكل عام : إنّ هناك تغيرات عظيمة لم تتضح تفاصيلها لنا.