تدور عقائد الوهابيين بشكل أساسي حول عددٍ من المحاور ، وأكثرها وضوحاً هي مسألة التوحيد في الأفعال والتوحيد في العبادة ، فهم يفسِّرون فرعي التوحيد هذين وكأنّهما يتعارضان مع موضوع الشفاعة والتوسل بأرواح الأنبياء والأولياء وشفاعتهم بين يدي الله ، ولهذا السبب فقد اعتبروا جميع فرق المسلمين التي تعتقد بهذه الامور (باستثناء الوهابيين) مشركة ، ولا تعجبوا لو قلنا إنّهم يعتبرون أرواح غيرهم وأموالهم وأعراضهم مباحة مثلما كان يفعل عرب الجاهلية المشركون.
وانطلاقاً من هذا المعتقد فقد أراقوا دماء الكثير من المسلمين في الحجاز والعراق ، ونهبوا أموالهم ، وارتكبوا جرائم كثيرة لم يسبقهم إليها أحدٌ في الإسلام.
ولمؤسِّس هذه الفرقة وهو محمد بن عبدالوهاب (المتوفى عام ١٢٠٦) كتابٌ يعرف باسم «رسالة القواعد الأربع» يقول فيه حول هذا الموضوع :
إنّ الخلاص من الشرك يكون بمعرفة أربع قواعد :
الاولى : أنّ الكفّار الذين قاتلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله يُقِرون بأنّ الله تعالى هو الخالق الرزاق المدبر ولم يدخلهم ذلك في الإسلام لقوله تعالى : (قُل مَن يَرزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالارضِ امَّن يَملِكُ السَّمعَ وَالْابصَارَ وَمَن يُخرِجُ الحَىَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَىِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْامْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُل افَلَا تَتَّقُونَ). (يونس / ٣١)
الثانية : أنّهم يقولون مادعونا الأصنام وتوجهنا إليهم إلا لطلب القرب والشفاعة (وَيَعبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَالَا يَضُرُّهُم وَلَا يَنَفَعُهُم وَيَقُولُونَ هؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَاللهِ). (يونس / ١٨)
الثالثة : أنّه صلىاللهعليهوآله ظهر على قوم متفرقين في عبادتهم فبعضهم يعبد الملائكة ، وبعضهم الأنبياء والصالحين ، وبعضهم الأشجار والأحجار ، وبعضهم الشمس والقمر ، فقاتلهم ولم يفرق بينهم.
الرابعة : أنّ مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين ، لأنّ أُولئك يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدّة وهؤلاء شركهم في الحالتين لقوله تعالى : (فَاذَا رَكِبُوا فِى الفُلْكِ دَعَوُا