ولا شيء فعله إلّاذكره كأنّه فعله تلك الساعة! فلذلك قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيره إلّاأحصيها» (١).
٢ ـ نقرأ في إحدى خطب نهج البلاغة أنّ الإمام أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : «ونستغفره ممّا احاط به علمه وأحصاه كتابه ، علم غير قاصر وكتاب غير مغادر» (٢).
٣ ـ جاء في حديث عن الإمام الباقر عليهالسلام : «وليست تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب ، فأمّا المؤمن فيؤتى كتابه بيمينه» (٣).
٤ ـ ونقرأ حديثا آخر للإمام الصادق عليهالسلام : «إِنّ الله تبارك وتعالى إذا إراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه فيقول : عبدي فعلت كذا وكذا وعملت كذا وكذا. فيقول : نعم يارب قد فعلت ذلك. فيقول : غفرتها لك وأبدلتها حسنات. فيقول الناس سبحان الله أما كان لهذا العبد سيئة واحدة؟ وهو قول الله عزوجل : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَميِنِهِ* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً* وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (٤).
٥ ـ نقل في سننن الترمذي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات : فأمّا عرضتان فجدال ومعاذير ، وأمّا العرضة الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي : فأخذ بيمينه وأخذ بشماله» (٥).
إنّ هذا التعبير تضمن إشارة إلى (تطاير الكتب) الذي جاء في عبارات مختلفة ، واتضح من خلال هذا الحديث أنّ صحف الأعمال تتحرك من محلها الأصل (عند العرش أو عليين أو سجين الذي هو مركز جمعها) فتلقى بيد صاحبها فهذا التعبير يدل بوضوح على أنّ كتاب الأعمال هو ليس صفحة الروح الإنسانية بل هو الآثار التي تثبت خارج وجوده (تأمل).
__________________
(١). بحارالأنوار ، ج ٧ ، ص ٣١٥.
(٢). نهج البلاغة ، خطبة ١١٤.
(٣). بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٣١٨ ، ح ١٤.
(٤). المصدر السابق ، ص ٣٢٤ ، ح ١٧.
(٥). سنن الترمذي ، ج ٤ ، ص ٦١٧ ، ح ٢٤٢٥.