إذا امتلأت بعدلهم ديار |
|
تقاعس دونه الدهر القسوط (١) |
هم العلماء إن جهل البرايا |
|
هم الموفون إن خان الخليط (٢) |
بنو أعمامهم جاروا عليهم |
|
ومال الدهر إذ مال الغبيط |
لهم في كلّ يوم مستجدّ |
|
برغم الأصدقاء دم عبيط |
فمات محمّد وارتدّ قوم |
|
بنكث العهد إذ خان الشموط |
تناسوا ما مضى بغدير خمّ |
|
فأدركهم لشقوتهم هبوط |
ألا لعنت أميّة قد أضاعوا |
|
الحسين كأنّه فرخ سميط |
على آل الرسول صلاة زكي |
|
طوال الدهر ما طلع الشميط (٣) |
هذا وقد نقل السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمهالله مجموعة من الأبيات الشعريّة للقطب الراوندي حيث قال : وجدتها في مجموعة مخطوطة في مكتبة الدكتور مهدوي الخاصّة في طهران :
دعاني إن داعية دعاني |
|
وقوما إذا دعاني ودّعاني |
سقاني حبّه كأسا دهاقا |
|
فروّاني وأسكر إذ سقاني |
خلعت عنان قلبي في هواه |
|
فدعني صاحبي فيما عناني |
أماني الورى منه أمان |
|
هلاكي فيه من أقصى الأماني |
رمى قلبي بقوس الحبّ سهما |
|
وأحياني بقتلي إذ رماني |
وأجلسني وكلّمني بلطف |
|
وأنطقني وأطلق لي لساني |
تجلّى الربّ للجبل المعلّى |
|
فدكّ وقد أراني ما أراني |
وذلك بعد ما قد قال موسى |
|
له : أرني ، فنادى : لن تراني |
__________________
(١) القاسط : يراد به هنا الجائر.
(٢) الخليط : هو المخالط أي الصديق.
(٣) الشميط : الصبح لاختلاط بياضه بلون آخر كما في لسان العرب ٧ : ٢٩٣. والأبيات في خاتمة المستدرك ٣ : ٨٢.