الليل ويكمنون النهار ، ولكن خبرهم بلغ هوازن فهربوا فلم يلق عمر أحدا منهم ، فانصرف راجعا إلى المدينة (١).
سرية بشير إلى غطفان :
مرّ في أخبار خيبر : أن كنانة بن أبي الحقيق أمير يهود خيبر كان قد سار إلى عيينة بن حصن الغطفاني ومعه منهم أربعة آلاف (٢) يدعوهم إلى نصرهم ولهم نصف تمر خيبر تلك السنة (٣) وأنهم أجابوهم حتى دخلوا معهم في حصن النطاة ، ولكنهم خافوا فخانوهم (٤).
وكان دليل الرسول إلى خيبر حسيل بن نويرة الأشجعي ، وبعد خيبر في سنة سبع كان في موضع الجناب (٥) لغطفان وقدم المدينة على رسول الله ، فسأله : من أين يا حسيل؟ قال : قدمت من الجناب. فقال : وما وراءك؟ قال : تركت جمعا من غطفان بالجناب قد بعث إليهم عيينة بن حصن يقول لهم : إمّا تسيروا إلينا أو نسير إليكم؟ فأرسلوا إليه : أن سر إلينا حتى نزحف إلى محمد جميعا. فهم يريدونك أو بعض أطرفك! فقال أبو بكر وعمر : ابعث إليهم بشير بن سعد!
فدعا رسول الله بشيرا وعقد له لواء ، وبعث معه ثلاثمائة رجل ، وأمرهم : أن يسيروا الليل ويكمنوا النهار ـ وخرج معهم حسيل بن نويرة دليلا ـ فساروا الليل
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٧٢٢.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٥٠.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤٢.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٦٥٠.
(٥) قال المسعودي : سرية بشير في شوال إلى يمن وجبار نحو الجناب بعرض خيبر ووادي القرى. التنبيه والاشراف : ٢٢٨.