(أدنى وديان خيبر) ثم نهض فسلك به بين الشقّ والنطاة حتى أشرف به على خيبر ، فقال لأصحابه : قفوا. ثم قال لهم : قولوا : اللهم ربّ السموات السبع وما أظلّت ، وربّ الارضين السبع وما أقلّت ، وربّ الرياح وما ذرت ، فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها (١). ثم سار حتى انتهى الى المنزلة ، فعرّس بها ساعة من الليل ... فلما نزل رسول الله بساحتهم لم يتحركوا تلك الليلة ... حتى طلعت الشمس ...
وأصبح اليهود ، ففتحوا حصونهم وخرجوا (لأعمالهم) ومعهم المساحي والمكايل والفؤوس ... فلما نظروا الى رسول الله قد نزل بساحتهم ولّوا هاربين راجعين الى حصونهم ، وجعل رسول الله يقول : الله اكبر ، خربت خيبر! انا اذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين! (٢).
بين اليهود وحلفائهم :
ولما قدم رسول الله خيبر أرسل سعد بن عبادة الى قائد غطفان في حصن ناعم ، فلما انتهى سعد الى الحصن ناداهم : إني اريد أن اكلم عيينة بن حصن. فأراد عيينة أن يدخله الحصن فقال مرحب : لا تدخله فيرى خلل حصننا ويعرف نواحيه التي يؤتى منها ، ولكن تخرج إليه. فقال عيينة : لقد أحببت أن يدخل فيرى حصانته ويرى عددا كثيرا! فأبى مرحب أن يدخله. فخرج عيينة الى باب الحصن. فقال له سعد : إنّ رسول الله أرسلني إليك يقول : إنّ الله قد وعدني خيبر ، فارجعوا
__________________
(١) رواه ابن اسحاق بسنده في السيرة ٣ : ٣٤٣. وعنه المفيد في الارشاد ١ : ١٢٤ والطبرسي في مجمع البيان ٩ : ١٨١ وعنه في بحار الأنوار ٢١ : ١. ونقله الحلبي في المناقب ١ : ٢٠٤ عن الواقدي.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٤١ ـ ٦٤٣. وابن اسحاق في السيرة ٣ : ٣٤٣ ، ٣٤٤ بسندين عن أنس بن مالك.