بالعيب ، فلم يأخذها علي عليهالسلام وقال له : بيني وبينك رسول الله. فقال له الحكم بن أبي العاص : لا تحاكمه إليه ، إن حاكمته إلى ابن عمّه حكم له! فنزلت (١).
وكأنّ القمي اتّقى التصريح باسم عثمان فيما حكاه البلخيّ ، والكلمة بابن أبي العاص أشبه منها بابن عوف.
وتسلية له صلىاللهعليهوآله :
وكأنّ الله تعالى أراد أن يسلّي النبيّ صلىاللهعليهوآله عن سوء سلوك أهل الإفك والنفاق معه ، فقال في الآية ٥٥ : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ).
وروى العياشيّ : أنّ علي بن الحسين عليهالسلام قرأ الآية فقال : والله هم شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منّا هو مهديّ هذه الامّة ، وهو الذي قال (فيه) رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي ، اسمه اسمي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
رواه الطبرسيّ ثم قال : وعن أبي جعفر وأبي عبد الله مثل ذلك .. بل عليه (قيام المهدي) إجماع العترة الطاهرة. وإجماعهم حجة لقوله صلىاللهعليهوآله : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (٢).
__________________
(١) التبيان ٧ : ٤٥٠ وعنه في مجمع البيان ٧ : ٢٣٦.
(٢) مجمع البيان ٧ : ٢٣٩ ، ٢٤٠.