المؤمنات المهاجرات :
مرّ في شروط صلح الحديبية : «وأنّه من أتى من قريش إلى أصحاب محمد بغير إذن وليّه ، يردّوه إليه ..» (١).
أما ردّ من أتى أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآله من رجال قريش بغير إذن وليّه ، فهو داخل في هذا الشرط من شروط صلح الحديبية ، ولم يجر للنساء ذكر صريح في شروط الصلح ، فهل يشملهنّ هذا الشرط كذلك أيضا؟
في سور الذكر الحكيم سورة سمّيت بالممتحنة ، اقتباسا من كلمة في الآية العاشرة من السورة وهي قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ وَسْئَلُوا ما أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
وقد مرّ الخبر عن الآيات الأوائل من السورة حتى الآية التاسعة منها قبل هذه الآية : انها نزلت في محاولة حاطب بن أبي بلتعة أن ينذر أهل مكة بخطر غزو النبيّ لهم (٢) وعليه فنزولها بعد الحديبية وعمرة القضاء قبيل فتح مكة.
ومع ذلك رووا عن مقاتل عن ابن عباس : أنهم لما صالحوا بالحديبية وختموا الكتاب جاءتهم سبيعة بنت الحرث الأسلمية زوج صيفي بن الراهب أو مسافر المخزومي ، جاءتهم مسلمة وزوجها كافر مشرك ، وأقبل زوجها في طلبها فقال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا محمد ، انّك قد شرطت لنا أن تردّ علينا منّا ، وهذه طينة الكتاب
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٣١٤.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٣٦٢ وفرات الكوفي : ٤٨٠ وسيرة ابن هشام ٤ : ٤١.