قال النبي : الوحي من الله ، والسفير جبرئيل ، والمؤذن أنا ، وما آذنت إلّا من أمر ربّي.
قال الرجل : فأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد ، أمنك أم من ربّك؟ فقال النبي مثل ما قال.
فقال الرجل : فأخبرني عن هذا ـ وأشار الى علي عليهالسلام ـ وقولك فيه : من كنت مولاه ... أمنك أم من ربّك؟ فقال النبي مثل ما قال.
فرفع المخزومي رأسه الى السماء وقال : اللهم إن كان محمد صادقا فيما يقول فأرسل عليّ شواظا من نار! وولّى ، فو الله ما سار بعيدا حتّى أظلّته سحابة سوداء ، فأرعدت وأبرقت وأصعقت فأصابته صاعقة فأحرقته النار. فهبط جبرئيل وهو يقول : اقرأ يا محمد : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ* لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ)(١).
وكفروا بعد إسلامهم :
روى العياشي في تفسيره عن الصادق عليهالسلام قال : لما قال النبي صلىاللهعليهوآله في غدير خم ما قال وانصرفوا الى أخبيتهم ، مرّ المقداد (ابن الأسود الكندي) بجماعة منهم فسمعهم يقولون : والله إن كنّا أصحاب كسرى وقيصر لكنّا في الخزّ والوشي
__________________
(١) جامع الأخبار : ١١ كما عنه في بحار الأنوار ٣٧ : ١٦٧ ، وروى نحوه فرات بن ابراهيم الكوفي في تفسيره : ٥٠٥ ح ٦٦٣ ، عن الصادق عليهالسلام عن ابن عباس واسم الرجل الحارث بن النعمان الفهري ، ولكن فيه أن ذلك كان بمكة بعد الغدير! وروى قبله مثله عن ابن عباس بلا اشكال فيه واسم الرجل عمرو بن الحارث الفهري. وروى قبله مثله عن أبي هريرة! في أعرابي غير مسمّى. وفي ما قدّمناه يقول : اقرأ يا محمد ... وليس نزل : سأل سائل ... وقد مرّ أنّها مكّية. وانظر الغدير ١ : ٢٣٩ ـ ٢٤٧ ، عن ثلاثين مصدرا ، والمناقشة فيه وأجوبتها الى ٢٦٦ ، وانظر كتاب آيات الغدير : ٢٧٠ فما بعدها.