وروى ابن هشام أنّه انفلت رجل من القوم (بني جذيمة) فأتى رسول الله فأخبره الخبر ، فسأله رسول الله : هل أنكر عليه أحد؟ ولم يكن يعرف المسلمين ، فقال : نعم ، قد انكر عليه رجل أبيض ربعة (لا بالطويل ولا بالقصير) فنهره خالد فسكت عنه. وانكر عليه رجل آخر طويل فراجعه واشتدت مراجعتهما. فقال عمر بن الخطاب : أما الأوّل فابني عبد الله ، وأمّا الآخر فسالم مولى أبي حذيفة (١).
وفي تمام خبر حكيم بن حكيم عن الباقر عليهالسلام قال : فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله رفع يديه إلى السماء ثم قال : اللهم إنّي أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد (٢).
وروى الواقدي قال : استقرض رسول الله من ثلاثة نفر من قريش بعد أن أسلموا : حويطب بن عبد العزّى أربعين ألف درهم. وصفوان بن يحيى المخزومي خمسين ألف درهم. وعبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أربعين ألف درهم. فكانت مائة وثلاثين ألف درهم ، فقسم منها بين أهل الضعف من أصحابه ، فكان يصيب الرجل منهم خمسون درهما أو أقل أو أكثر. وكان منه ما بعث به إلى بني جذيمة (٣).
علي عليهالسلام يرأب الصّدع :
في تمام خبر ابن اسحاق عن حكيم عن الباقر عليهالسلام قال : ثم دعا رسول
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٤ : ٧٢.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٧٢. ولم يروه الواقدي في تمام خبر حكيم عن الباقر عليهالسلام ورواه مرسلا ٣ : ٨٨١.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٨٦٣ ، ٨٦٤ وتمام الخبر : فلما فتح الله عليه هوازن ردّها. وقال في ٢ : ٨٨٢ : يقال : إنّ المال الذي بعث به مع عليّ عليهالسلام كان استقرضه النبيّ من ابن أبي ربيعة وصفوان بن اميّة وحويطب بن عبد العزّى. وقال اليعقوبي : بعث معه بمال ورد من اليمن! ٢ : ٦١.