وارتابوا في حكمه! :
ومن الآية ٤٧ حتى آخر الآية ٥٢ خمس آيات ، لها شأن مشابه لما في آيات الإفك من الريب فيما يرتبط به صلىاللهعليهوآله ، قوله سبحانه : (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ* وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ* وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ* أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ... وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقِه فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ).
وروى القمي في تفسيره بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين و (فلان) وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة ، فقال أمير المؤمنين : نرضى برسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقال عبد الرحمن بن عوف لفلان : لا تحاكمه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فانّه يحكم له عليك! ولكن حاكمه إلى ابن أبي شيبة اليهودي! فقال فلان لأمير المؤمنين : لا أرضى إلّا بابن شيبة اليهودي! (وسمعه اليهودي) فقال له : تأتمنون محمدا على وحي السماء وتتّهمونه في الأحكام! فأنزل الله على رسوله : (إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ...) ثم ذكر أمير المؤمنين فقال : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ)(١).
وحكى الطوسي في «التبيان» عن البلخي : أن عثمان بن عفّان اشترى من علي عليهالسلام أرضا (ولعلها من سهمه بخيبر) فخرجت فيها أحجار ، فأراد عثمان ردّها
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ١٠٧.