غنائمهم ، والمؤلّفة قلوبهم :
قال الواقدي : وكان السبي ستة آلاف .. ولما قدم رسول الله الجعرّانة أمر بسر بن سفيان الخزاعي أن يذهب إلى مكة فيشتري للسبي من ثياب المعقّد (من برود هجر في اليمن) فيكسوهم ، فلا يخرج منهم أحد إلّا كاسيا ، فاشترى بسر كسوة لهم فكساهم كلّهم.
قال : وكان رسول الله قد غنم أربعة آلاف أوقيّة من فضة ، وجمعت الغنائم بين يديه ، فجاء أبو سفيان بن حرب والفضة بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا رسول الله ، أصبحت أكثر قريش مالا! أعطني من هذا المال يا رسول الله! فتبسّم رسول الله وقال لبلال : يا بلال ، زن لأبي سفيان أربعين أوقيّة ، وأعطوه مائة من الإبل! فقال أبو سفيان : ولا بني يزيد! فقال رسول الله : زنوا ليزيد أربعين أوقيّة ، وأعطوه مائة من الإبل. فقال أبو سفيان : ولا بني معاوية! يا رسول الله. فقال صلىاللهعليهوآله : زن له ـ يا بلال ـ أربعين أوقيّة ، وأعطوه مائة من الإبل. فقال أبو سفيان : إنّك كريم فداك أبي وامّي! ولقد حاربتك فنعم المحارب كنت ، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت! جزاك الله خيرا! (١).
__________________
ـ ليال خلون من ذي القعدة ٣ : ٩٥٨ وقال الطبرسي في مجمع البيان ٥ : ٣٠ : ولما دخل ذو القعدة انصرف من الطائف وأتى الجعرّانة. فلعله لدخول الشهر الحرام أوقف الحرب ، ولم يذكر.
وفيه : ٩٤٢ قالوا : وجعلت الأعراب في طريقه يسألونه وكثّروا عليه حتى اضطرّوه إلى شجرة سمرة فخطفت الأعراب رداءه وهو يقول لهم : أعطوني ردائي! أعطوني ردائي! ولكن فيه : «لو كان عدد هذه العضاه (نبات الصحراء) نعما لقسمته بينكم» وهذا يناسب تقسيم الغنائم بين المقاتلين لا الأعراب ، وسنأتي على الخبر مرة اخرى فيما يأتي.
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٩٤٤.