وكانت حركته الى تبوك في شهر رجب (١) فلما سار تخلف عنه ابن أبي فيمن تخلّف معه من المنافقين وقال : يغزو محمّد (كذا) بني الأصفر مع جهد الحال والحر والبلد البعيد الى ما لا قبل له به! يحسب محمّد (كذا) أن قتال بني الأصفر اللعب! والله لكأني انظر الى أصحابه غدا مقرّنين في الحبال! ونافق معه من هو على مثل رأيه (٢) أما رسول الله صلىاللهعليهوآله فلما بلغه ذلك قال : حسبي الله! هو الذي أيّدني بنصره وبالمؤمنين وألّف بين قلوبهم (٣).
استخلاف عليّ على المدينة :
قال القمي : فلما اجتمع لرسول الله صلىاللهعليهوآله الخيول ، خلّف أمير المؤمنين على المدينة ورحل من ثنيّة الوداع فأرجف المنافقون بعليّ وقالوا : ما خلّفه إلّا تشاءما به. فبلغ ذلك عليا عليهالسلام فأخذ سيفه وسلاحه ولحق برسول الله بالجرف (٤). فقال له رسول الله : يا علي ، ألم اخلّفك على المدينة؟ قال عليهالسلام : نعم ، ولكنّ المنافقين زعموا أنك خلّفتني تشاءما بي!
فقال صلىاللهعليهوآله : كذب المنافقون يا علي ، أما ترضى أن تكون اخي وأنا أخوك ، بمنزلة هارون من موسى ، إلّا انّه لا نبي بعدي ، وأنت خليفتي في امتي ، وأنت وزيري ، وأخي في الدنيا والآخرة. فرجع علي عليهالسلام الى المدينة (٥).
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ : ٧ ويظهر من المحاسبات الآتية أن ذلك كان في أواخره ولعله في ٢٥ منه وليس كما ذكر اليعقوبي في غرة رجب ٢ : ٦٧ ، ٦٨ وهو المنفرد بذلك.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٩٩٥.
(٣) اعلام الورى ١ : ٢٤٤.
(٤) الجرف : على ثلاثة أميال (٥ كم) من المدينة.
(٥) تفسير القمي ١ : ٢٩٢ ، ٢٩٣ ورواه ابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٦٣ بسنده عن