الحرب مع قربها لأن سيّدها ابن أبي البراء مشى فيها فنهاها عن الحضور يقول : والله لو ناوأ من بين المشرق والمغرب محمدا لظهر عليهم (١).
خروجهم بعوائلهم :
وكان من رأي مالك بن عوف أن يحملوا معهم عوائلهم ، فخرجوا بهم.
وروى الطبرسي في «إعلام الورى» عن الصادق عليهالسلام قال : كان مع هوازن دريد بن الصّمّة (الجشمي) شيخا كبيرا ، خرجوا به يتيمّنون برأيه (حتى) نزلوا في أوطاس (بثلاث مراحل في جنوب مكة) قال : نعم مجال الخيل ، لا حزن ضرس ، ولا سهل دهس (٢) ولكن ما لي أسمع رغاء البعير ، ونهاق الحمير ، وبكاء الصغير؟ قالوا : ساق مالك بن عوف مع الناس أموالهم ونساءهم وذراريهم. قال : فأين مالك؟ فدعي له مالك فأتاه ، فقال له : يا مالك ، أصبحت رئيس قومك ، وإنّ هذا يوم كائن له ما بعده من الأيام ، ما لي أسمع رغاء البعير ، ونهاق الحمير ، وبكاء الصغير؟ قال : أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم! قال : ويحك ، لم تصنع شيئا أن قدّمت بيضة هوازن إلى نحور الخيل ، وهل يردّ وجه المنهزم شيء؟! إنّها إن كانت لك لم ينفعك إلّا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فضحت في أهلك ومالك! فقال له مالك : إنّك قد كبرت وكبر عقلك! فقال دريد : إن كنت قد كبرت فأنت تورث قومك غدا ذلا بتقصير رأيك وعقلك. هذا يوم لم أشهده ولم أغب عنه (٣).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٨٨٦.
(٢) الحزن : الخشن. الضرس : صخور محدّدة كالضروس. دهس : ليّن كثير التراب.
(٣) إعلام الورى ١ : ٢٢٩.