وكان هرقل في موضعه (حمص (١) أو دمشق) (٢) لم يزحف ولم يتحرك ، وكان الذي اشيع في المدينة أنه بعث أصحابه ودنا الى أدنى الشام باطلا (٣).
الرجوع من تبوك :
مرّ عن اليعقوبي والطبرسي أنه صلىاللهعليهوآله انتهى الى تبوك في شهر شعبان (٤) وعن ابن اسحاق : انّه أقام بها بضع عشرة ليلة (٥) وعن الواقدي أقام عشرين ليلة (٦) فقد أقبل إليهم شهر الله : شهر رمضان المبارك ، شهر الصيام.
فأجمع رسول الله على الرجوع من تبوك ، وقد أرمل الناس إرمالا شديدا ، وقد هزلت الابل ... فدخل عمر بن الخطاب على رسول الله فقال : يا رسول الله ...
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ١٠١٥.
(٢) التنبيه والاشراف : ٢٣٦.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ١٠١٩. وقد قال المفيد : كان الله قد أوحى الى نبيّه صلىاللهعليهوآله أن يسير الى تبوك ، وأعلمه أنه لا يحتاج فيها الى حرب ولا يمنى بقتال عدو. الارشاد ١ : ١٥٤. وقال الواقدي : شاور رسول الله أصحابه للتقدم من تبوك الى الشام ، فقال عمر : ان كنت امرت بالمسير فسر! فقال صلىاللهعليهوآله : لو امرت به ما استشرتكم فيه ٢ : ١٠١٩ مما يؤيد ما أفاده الشيخ المفيد قدسسره أنّه لم يكن مأمورا من ربّه بأكثر مما مرّ الى هنا في تبوك بلا تقدّم منه الى الشام ، وعليه فلم يرجع عن مشورة. ونقل الواقدي عن عمر قوله : وقد أفزعهم دنوّك ٢ : ١٠١٩ ولا دليل عليه وقد قال الواقدي : انهم لم يزحفوا ولم يتحركوا! وعليه فلا يصح ما في سيرة المصطفى : ٦٥٠ ـ ٦٥٣ وفي سيد المرسلين ٢ : ٥٦٨ ، ٥٦٩.
(٤) اليعقوبي ٢ : ٦٨ واعلام الورى ١ : ٢٤٤.
(٥) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ١٧٠.
(٦) مغازي الواقدي ٢ : ١٠١٥ و ١٠٦١.