ففعلت ذلك (١) ، وكذلك حجت عائشة بعد حيضها من دون أن تعتمر ، ولكنّها لم تكتف بذلك بل قالت له : يا رسول الله ، أترجع نساؤك بحجة وعمرة معا ، وأرجع بحجة؟!
فبعث معها عبد الرحمن بن أبي بكر الى التنعيم ، فأهلّت بعمرة ، فطافت بالبيت وصلّت ركعتين عند مقام إبراهيم عليهالسلام ، ثم سعت بين الصفا والمروة (وقصّرت) وأتت النبي صلىاللهعليهوآله ، فارتحل من يومه ، وخرج من ذي طوى من أسفل مكة (٢).
فكان إذا علا مرتفعا من الأرض رفع صوته بالتكبير ثلاثا ثم قال : «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حيّ لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، آئبون تائبون ، ساجدون عابدون ، لربّنا حامدون ، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، اللهم إنّا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الأهل والمال ، اللهمّ بلّغنا بلاغا صالحا ، نبلغ (به) الى خير مغفرة ورضوان» (٣).
متى وكيف نزلت سورة المائدة؟
«لم يختلف أهل النقل أنّها آخر سورة مفصّلة نزلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله في أواخر حياته» (٤).
__________________
(١) بحار الأنوار ٢١ : ٣٧٩ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٨٩.
(٢) بحار الأنوار ٢١ : ٣٩٣ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٣٤. وفي البداية والنهاية ٥ : ٢٠٧ : أنّه صلىاللهعليهوآله بات في المحصّب ، وعند السحر أمرهم بالرحيل فدخل مكة وطاف طواف الوداع ، ثم اتّجه الى المدينة.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ١١١٤. ثم لم يذكر أي خبر عن رجوعه الى المدينة ، فلا الغدير ، ولا حتى الخطبة في منزل جحفة قرب الغدير في الثقلين ، والذي ذكره خطأ في عمرة الحديبية ٢ : ٥٧٩.
(٤) الميزان ٥ : ١٥٧.