وانحاز سائر امراء اليمن الى الطاهر بن أبي هالة التميمي في وسط بلاد عكّ بحيال صنعاء. وغلب الأسود على ما بين مفازة حضر موت الى عدن الى البحرين الى الطائف! فطابقت عليه اليمن ما عدا عك! فحاز عثر والشرجة والحردة وغلافقة وعدن والجند وصنعاء الى عليب وحتى الأحسية ، عامله المرتدون بالارتداد والمسلمون بالتقيّة ومنهم الأبناء فأسند أمرهم الى دادويه الاصطخري وفيروز الديلمي. وكانت ابنة عمه آزاد امرأة شهر بن بادان ، فتزوّجها الأسود.
قال الراوي السلمي الأنصاري الذي كان مع يعلى بن اميّة بالجند إنّهم لحقوا بحضرموت ، إذ جاءتهم كتب النبيّ صلىاللهعليهوآله يأمرهم فيها أن يبعثوا الرجال لمحاولته غيلة أو قتالا ، وأن يبلّغوا كلّ من يرجون عنده شيئا من ذلك عنه صلىاللهعليهوآله.
وقدم وبر بن يوحنّس الأزدي بكتابه صلىاللهعليهوآله على فيروز الديلمي يأمره فيه بالعمل على قتل الأسود إمّا غيلة أو مصادمة ، وأن يبلّغوا ذلك عنه من يرون عنده دينا ونجدة. فكاتبوا الناس ودعوهم (١).
قيس بن المكشوح المرادي :
وهنا يأتي ذكر قيس المرادي ابن عبد يغوث المكشوح ، وأوّل ما نرى ذكره في السيرة : أنّ عمرو بن معد يكرب الزبيدي كان صاحبه فقال له يوما : يا قيس قد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش قد خرج بالحجاز يقول : انّه نبيّ ، يقال له محمد ، وأنت سيّد قومك ، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه ، فان كان غير ذلك علمنا علمه ، وإن كان نبيّا كما يقول فإذا لقيناه اتّبعناه. فأبى عليه قيس وسفّه رأيه. وقدم عمرو عليه فأسلم ، فلما بلغ قيسا أوعده وتشدّد عليه (٢).
__________________
(١) الطبري ٣ : ٢٢٩ ـ ٢٣١ ، عن سيف بن عمر التميمي.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٣٠.