هو وابن اسحاق عن ابن أبي حدرد ، وكان أحد هذه السريّة قال : مرّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي فسلّم علينا تحيّة الإسلام ، وكان بينه وبين محلّم بن جثّامة شيء من سابق ، ومحلّم كان معنا ، فحمل عليه فقتله وسلبه (١).
نفير عام بلا إعلام :
وعزم رسول الله صلىاللهعليهوآله على المسير إلى مكة ، فأرسل إلى من حوله من المسلمين في البادية يقول لهم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحضر رمضان بالمدينة (٢) ودعا رئيس كل قوم فأمره أن يأتي قومه فيستنفرهم (٣).
فروى الواقدي : أنه أرسل أسماء وهند ابني حارثة إلى بني أسلم يقولان لهم : إنّ رسول الله يأمركم أن تحضروا رمضان بالمدينة.
وأرسل رافعا وجندبا ابني مكيث إلى جهينة يأمرهم أن يحضروا رمضان بالمدينة.
وأرسل إيماء بن رحضة وكلثوم بن الحصين الغفاريين إلى بني غفار وضمرة.
وبعث إلى أشجع : نعيم بن مسعود ومعقل بن سنان الأشجعيّين.
__________________
(١) قال الواقدي : ثم لم يلق القوم جمعا حتى انصرفوا راجعين فلما انتهوا إلى ذي خشب (على ليلة من المدينة) بلغهم أن رسول الله قد توجه إلى مكة ، فالتحقوا به في السقيا. قال ابن أبي حدرد : فلما لحقنا النبيّ نزل فينا القرآن : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) النساء : ٩٤. مغازي الواقدي ٢ : ٧٩٧ وابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٧٥ وانما قال عن السريّة إنها كانت قبيل الفتح. وفي نهاية غزوة حنين يطالب بدمه ، وسيأتي خبره هناك.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٧٩٩.
(٣) إعلام الورى ١ : ٢١٨ ـ ٢١٩.