علينا ، فخذ حذرك واستعدّ للحرب العوان (١) واعلم أنا قاتلوك وقاتلوا أصحابك ، والموعد بيننا وبينك غدا ضحوة ، وقد أعذرنا فيما بيننا وبينكم! فقال لهم علي عليهالسلام : ويلكم! تهدّدوني بكثرتكم وجمعكم! فأنا أستعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
فانصرفوا إلى مراكزهم ، وانصرف علي عليهالسلام إلى مركزه. فلما جنّه الليل أمر أصحابه أن يقضموا (٢) دوابّهم ويحسنوا إليها ويسرجوها.
اشتباك الحرب :
فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس (٣) ثم أغار عليهم بأصحابه ، فلم يعلموا حتى وطأتهم الخيل ، فلما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتلتهم ، وسبى ذراريهم ، واستباح أموالهم ، وخرّب ديارهم. وأقبل بالاسارى والأموال معه .. وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس .. وما غنم المسلمون مثلها قط ، إلّا أن يكون من خيبر ، فانها مثل ذلك.
وأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم سورة «والعاديات ضبحا» يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال ، والضبح صيحتها في أعنّتها ولجمها (٤).
__________________
(١) الحرب العوان : التي فيها جولات وكرّات.
(٢) يقضموا الدّوابّ أي يجعلوها تقضم أي تأكل شعيرها.
(٣) الغلس : الظلام في آخر الليل ، والغسق في أوّله.
(٤) كذا في هذا الخبر في تفسير القمي ، والكوفي : ٦٠٢ ، الحديث ٧٦١ والطوسي في الأمالي : ٤٠٧ ، الحديث ٩١٣ بسنده عنه عليهالسلام أيضا مختصرا قال : وجّه رسول الله صلىاللهعليهوآله عمر ابن الخطاب في سرية (ولم يعيّن) فرجع منهزما يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه ، فلما انتهى إلى النبيّ قال لعلي عليهالسلام : أنت صاحب القوم ، فتهيّأ أنت ومن تريده من فرسان