ونزل جبرئيل فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بما فتح الله لعلي عليهالسلام وجماعة
__________________
ـ المهاجرين والأنصار .. وقال له : اكمن النهار وسر الليل ولا يفارقك العين. فسار علي عليهالسلام إليهم فلما كان عند الصبح أغار عليهم ، فأنزل الله على نبيّه : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) إلى آخرها. والخبر من مرويات أبي القاسم بن شبل الوكيل ، وإليه أشار الحلبي في مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٤٠ وإلى الحديث الطويل أشار الطبرسي في مجمع البيان ١٠ : ٨٠٣ فقال : نزلت السورة لما بعث النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام إلى ذات السلاسل فأوقع بهم .. وهو المرويّ عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث طويل ، قال : ولما نزلت السورة خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الناس فصلّى بهم الغداة وقرأ فيها(وَالْعادِياتِ) فلما فرغ من صلاته قال أصحابه : هذه سورة لم نعرفها! فقال رسول الله : نعم! إنّ عليّا ظفر بأعداء الله وبشّرني بذلك جبرئيل في هذه الليلة. هذا وقد نقل الطوسي في التبيان ١٠ : ٣٩٥ عن الضحاك : أن السورة مدنية ، والطبرسي أيضا نقل ذلك عن ابن عباس وقتادة. ١٠ : ٨٠١.
وفي آيات اطعام أهل البيت عليهمالسلام من سورتهم سورة الإنسان قال : إن بعض أهل العصبية قد طعن في هذه القصة بأن قال : هذه السورة مكية ، فكيف يتعلق بها ما كان بالمدينة؟! واستدل بذلك على أنها مخترعة ، جرأة على الله وعداوة لأهل بيت رسوله ، فأجبت .. كشف القناع عن عناد هذا المعاند في دعواه ..
فنقل عن كتاب الإيضاح للاستاذ أحمد الزاهد باسناده عن سعيد بن المسيّب عن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه قال : سألت النبيّ عن ثواب القرآن فأخبرني بثواب سورة سورة ، على نحو ما نزلت من السماء ، فأوّل ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب .. إلى أن قال : وأول ما نزل بالمدينة سورة البقرة .. وباسناده عن الحسن البصري وعكرمة .. وباسناده عن عثمان بن عطاء الخراساني عن ابن عباس .. ورواه الطبرسي أيضا عن الحاكم الحسكاني النيشابوري ١٠ : ٦١٢ ـ ٦١٤ وليس في قوائم هذه الأخبار مدنية العاديات ، بل هي فيها مكية. ولذلك فنحن ذكرنا نزولها في عداد المكيات الأوائل ، وبناء على هذه الأخبار عن الصادق عليهالسلام بنزولها هنا في المدينة فهي نازلة هنا اما ابتداء أو ثانية وبمعنى ثان.