فقال صلىاللهعليهوآله : لأدفعنّ هذه القطيفة إلى رجل يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله. فمدّ أصحاب النبي أعناقهم إليها ، وقال النبيّ : أين عليّ؟ فوثب عمّار بن ياسر فدعا عليّا عليهالسلام فلمّا جاء قال له النبيّ : يا عليّ ، خذ هذه القطيفة إليك ، فأخذها علي (١).
وأما أمر فدك (٢) :
قال الواقدي : قالوا : لما دنا رسول الله من خيبر بعث محيّصة بن مسعود إلى فدك يدعوهم إلى الإسلام ويخوّفهم أن يحلّ بساحتهم.
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٦ وتمام الخبر : وأمهل حتى قدم المدينة فانطلق إلى البقيع وهو سوق المدينة فأمر صائغا ففصل القطيفة وفيها أسلاك الذهب فأخرجها سلكا سلكا فكان ألف مثقال من الذهب ، ففرّقه علي عليهالسلام في فقراء المهاجرين والأنصار ، ثم رجع إلى منزله ولم يترك من الذهب قليلا أو كثيرا.
فلقيه النبيّ في غد في نفر من أصحابه فقال : يا علي ، إنّك أخذت بالأمس ألف مثقال فاجعل غدائي وأصحابي هؤلاء اليوم عندك. فقال : نعم يا رسول الله ادخل أنت ومن معك في الرحب والسعة يا نبيّ الله. قال حذيفة : وكنا خمسة نفر : أنا وعمّار وسلمان وأبو ذر والمقداد ، فدخل النبيّ ثم قال لنا : ادخلوا ، فدخلنا ، ودخل علي على فاطمة فوجد عندها في وسط البيت جفنة من ثريد تفور وكأن رائحتها المسك وعليها عراق (لحم) كثير ، فحملها علي حتى وضعها بين يدي رسول الله ومن حضر معه ، فأكلنا حتى تملّأنا. وقام النبيّ فدخل على فاطمة فقال لها : يا فاطمة أنّى لك هذا الطعام؟ ونحن نسمع قولهما فقالت : (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) فخرج النبيّ إلينا مستعبرا وهو يقول : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي ما رأى زكريا لمريم كان إذا (دَخَلَ عَلَيْها) (الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً.) كما في بحار الأنوار ٢ : ٢٠ ولم نجده في الأمالي المنشور.
(٢) بينها وبين المدينة يومان ، كما في معجم البلدان ٦ : ٣٤٢. وتبعد عن المدينة نحو ١٤٠ كم ، وانظر مراصد الاطلاع ٣ : ١٠٢٠.