ویبدو أنه استند في ذلك إلى ما رواه الطبري عن سيف قال : كان رسول الله في منصرفه من حجة الوداع قد بعث عمرو بن العاص إلى جيفر في عمان ، فمات رسول الله وعمرو في عمان (١).
وكان الاغلب على عُمان الأزد ، وبها وفي بواديها من غيرهم بشر كثير (٢). وكان حكامها من بني المستكبر من الأزد ، استعملهم عليها ملوك الفرس (٣) وكان بريد كسرى يصل بأبراده اليهم (٤).
ونصّ كتابه إليهما :
«بسم الله الرحمنِ الرحيم ، من محمد بن عبدالله ، إلى جيفر وعبد ابني الجُلندى. سلام على من اتّبع الهدى. أما بعد : فإني أدعوكما بدعاية الاسلام : أسلما تسلما. إنّي رسول الله إلى الناس كافة لاُنذر من كان حيّاً ويحقّ القول على الكافرين. وانكما إن أقررتما بالاسلام ولّيتكما ، وإن أبيتها أن تقرّا بالاسلام فانّ ملككما زائل عنكما وخيلي تحلّ بساحتكما وتظهر نبوّتي على ملككما» وكتب اُبيّ بن كعب وختم رسول الله.
قال البلاذري : بعث رسول الله أبا زيد (ثابت بن زيد أو قيس بن السكن أو عمرو بن أخطب) الانصاري الخزرجي ومعه عمرو بن العاص بكتابه إليهما يدعوهما الى الاسلام ، وقال لهما : إن أجاب القوم إلى شهادة الحق وأطاعوا الله ورسوله فعمرو الامير (كذا) وأبو زيد على الصلاة وأخذ الاسلام على الناس ، وتعليمهم القرآن والسنن. وكان أبو زيد جامعاً (أي حافظاً) للقرآن (٥).
__________________
(١) تاریخ الطبري ٣ : ٢٥٨. وانظر عن ابن اسحاق فيه ٣ : ٣٠٢.
(٢) مكاتيب الرسول ٣ : ٣٦٨ عن فتوح البلدان.
(٣) مکاتیب الرسول ٣ : ٣٦٧ عن المحبّر للبغدادي : ٢٦٥.
(٤) انظر المقصّل في تاريخ العرب ٥ : ٣٢٠ و ٩ : ٥٣٣.
(٥) مكاتيب الرسول ٣ : ٣٦١ و ٣٦٨ عن فتوح البلدان.