ثم أذّنوا لصلاة الظهر :
فروى الطبرسي في «إعلام الورى» في خبر أبان عن بشير النبّال عن الصادق عليهالسلام قال : ودخل وقت (الظهر (١)) فأمر رسول الله بلالا فصعد على الكعبة وأذّن .. فقال عكرمة : والله إن كنت لأكره صوت ابن رباح ينهق على الكعبة! وقال (عتاب) (٢) بن اسيد أخو عتّاب : الحمد لله الذي أكرم أبا عتّاب من أن يرى هذا اليوم ابن رباح قائما على الكعبة! وكان أقصدهم سهيل بن عمرو إذ قال : هي كعبة الله وهو يرى ولو شاء لغيّر! (٣). وقال أبو سفيان : أما أنا فلا أقول شيئا ، والله لو نطقت لظننت أن هذه الجدر تخبر به محمدا (كذا) (٤).
وزاد ابن هشام : انهم كانوا بفناء الكعبة ، فخرج عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : قد علمت الذي قلتم. ثم ذكر ذلك لهم! فقال الحارث بن هشام وعتّاب بن اسيد : والله ما اطّلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك ، فنحن نشهد أنك رسول الله (٥).
وفي خبر أبان قال : قال عتّاب : يا رسول الله ، قد والله قلنا ذلك ،
__________________
ـ ابن عباس قال : جاء يوم الفتح رجل إلى النبيّ وقال : إنّي نذرت ان فتح الله عليك مكة أن اصلي في بيت المقدس. فقال النبيّ : هاهنا أفضل ، فاعاد الرجل مقاله فقال رسول الله : والذي نفسي بيده لصلاة هاهنا أفضل من ألف فيما سواه من البلدان ٢ : ٨٦٦.
(١) الخرائج والجرائح ١ : ٩٨ ، الحديث ١٥٨ و ١٦٢ ، والحديث ٢٥٢ وكذلك في مغازي الواقدي ٢ : ٧٣٧ ودلائل النبوة للبيهقي ٤ : ٣٢٨ وفي الخبر : العصر.
(٢) في المصدر : خالد ، ثم يذكر اعتذار عتّاب كسائر المصادر.
(٣) وسيأتي أنه دخل داره حتى أجاره النبيّ ، فلعل هذا كان بعد جواره.
(٤) أليس كان قد أسلم؟ فكيف يحضرهم ويقول هكذا؟!
(٥) سيرة ابن هشام ٤ : ٥٦.