ذكر ابن اسحاق في الرسل الذين أرسلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الامراء والملوك : المهاجرين أبي أميّة المخزومي أخا أم المؤمنين أمّ سلمة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : بعثه الى الحارث بن عبد كلال الحميري ملك اليمن (١) ثم ذكر وصول جوابه وجواب أخويه النعمان ونعيم عند رجوعه صلىاللهعليهوآله من تبوك (٢) مما يعني أن ارسال الرسول والكتاب كان قبل رحيله الى تبوك.
ويلاحظ : أن الكتاب الذي يذكره ابن اسحاق ليس إلّا للحارث بن عبد كلال ، ولكنّه يذكر الجواب عنه وعن أخويه ويصفهم انهم ملوك ذي رعين ومعافر وهمدان. بينما الخبر المعتبر في اسلام همدان ليس هكذا ، بل سيأتي أنّه كان على يد علي عليهالسلام ، ثم في هذا الخبر عن ابن اسحاق ذكر الزكاة والجزية وقتالهم المشركين لديهم مما لا ذكر له ولا أثر في سائر الأخبار ، مما يستبعد جدّا.
إسلام الزبيدي وارتداده وتوبته :
مرّ في شهر صفر للسنة التاسعة للهجرة وفود جمع من خثعم بناحية تبالة من أطراف الطائف ، وإسلامهم. وكان رجل من خثعم يدعى أبي بن عثعث الخثعمي قد قتل أبا عمرو معد يكرب الزبيدي.
وانتهى الى بني زبيد وبني مراد في بلاد اليمن أمر رسول الله ، فدخل عمرو بن معد يكرب على قيس بن مكشوح المرادي سيد مراد وقال له : يا قيس ، قد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش يقال له : محمد ، قد خرج بالحجاز يقول إنّه نبيّ ، وإنّك سيد قومك فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه ، فان كان نبيّا كما يقول فانه لا يخفى عليك ، وإذا لقيناه اتّبعناه ، وإن كان غير ذلك علمنا علمه.
__________________
(١) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٥٥ واليعقوبي ٢ : ٧٨.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٢٣٥ ، واليعقوبي ٢ : ٨٠.