يهود وادي القرى وتيماء :
قال الواقدي : ومن منزل الصهباء سلك على برمة (١) إلى وادي القرى يريد من بها من اليهود (٢).
وروى ابن اسحاق بسنده عن أبي هريرة قال : نزلنا بوادي القرى أصيلا مع مغرب الشمس. وكان رفاعة بن زيد الجذامي قد أهدى غلاما له إلى رسول الله ، فو الله انّه ليضع رحل رسول الله ، إذ أتاه سهم غرب (٣) فأصابه فقتله. فقلنا : هنيئا له الجنة! فقال رسول الله : كلا والذي نفس محمد بيده! إن شملته (٤) الآن لتحترق عليه في النار ، كان غلّها من فيء المسلمين يوم خيبر! فسمعها رجل من أصحاب رسول الله ، فأتاه فقال : يا رسول الله أصبت شراكين لنعلين لي؟ فقال : يقدّ لك مثلهما من النار (٥).
وروى الواقدي الخبر عن أبي هريرة أيضا قال : انتهينا إلى اليهود بوادي القرى وقد ضوى إليها اناس من العرب .. ولم نكن على تعبئة ، وهم يضجّون في
__________________
ـ بنيه الخلفاء ، يظهر ذلك بالقياس والمقارنة ، فراجع وقارن وكلاهما لم يذكرا للخبر سندا خاصا ، وإنمّا أسنده الكازروني في المنتقى في مولد المصطفى عن أنس بن مالك ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ٣٤ ، ٣٥. وهو أقرب إلى ما في مغازي الواقدي ، وليس هو به.
(١) برمة : بين خيبر ووادي القرى قرب بلاكث ، من نواحي المدينة به عيون ونخل. كما في وفاء الوفاء ٢ : ٢٦٠.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٧٠٩.
(٣) أي لا يعلم من رماه.
(٤) الشملة : كساء غليظ يلتحف به.
(٥) سيرة ابن هشام ٣ : ٣٥٣ ، ٣٥٤.