فلما انتهى الزبير إلى أصل الثنية أبصر القوم فقصدهم (١) فنزل مالك عن فرسه وطفق يلوذ بالشجر حتى سلك في جبل يسمى اليسوم في أعلى وادي نخلة ، وبصر بهم الزبير فحمل عليهم حتى أهبطهم من الثنية ، وهرب مالك بن عوف إلى ناحية «ليّة» من نواحي الطائف ، فدخل فيها قصرا تحصّن فيه (٢).
والي أوطاس :
قال المفيد : أخذت ثقيف ومن تبعها إلى الطائف ، وأخذت الأعراب ومن تبعهم إلى أوطاس (حيث جاءوا منه) فبعث النبيّ في أثرهم إلى أوطاس أبا عامر الأشعري في جماعة منهم ابن عمه أبو موسى الأشعري قيس بن عبد الله (٣) فوقفوا لقتالهم.
قال ابن هشام : فتقدم لقتاله إخوة عشرة ، دعاهم أبو عامر إلى الإسلام ، فكان يحمل عليه أحدهم فيقتله أبو عامر فيتقدم الآخر منهم حتى تقدم عاشرهم ، فحمل عليه أبو عامر وهو يقول : اللهم اشهد عليه. فقال الرجل : اللهم لا تشهد عليّ! فكفّ عنه أبو عامر ، وانصرف الرجل ، فرماه اخوان آخران فأصاب أحدهما ركبته وأصاب الآخر قلبه فقتله ، فقتلهما أبو موسى (٤).
قالوا : وأوصى أبو عامر إلى ابن عمه أبي موسى ودفع رايته إليه وقال له : ادفع فرسي وسلاحي إلى رسول الله وقل له يستغفر لي ، ورجع أبو موسى ومن معه
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٤ : ٩٧ ـ ٩٩.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٩١٦ ـ ٩١٧.
(٣) سيرة ابن هشام ٤ : ٩٧ ـ ١٠٠.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٩١٦.