فعبد الله بن رواحة (١) فان اصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم .. وعقد لهم رسول الله لواء أبيض. وهم ثلاثة آلاف.
خطاب الرسول فيهم :
فلما أجمعوا المسير .. مشى الناس إليهم يودّعونهم ويدعون لهم .. وخطبهم رسول الله فقال لهم :
«اوصيكم بتقوى الله ، وبمن معكم من المسلمين خيرا .. اغزوا بسم الله وفي سبيل الله ، فقاتلوا من كفر بالله ، ولا تغدروا ولا تغلّوا ولا تقتلوا وليدا. وإذا لقيت عدوّك من المشركين (كذا) فادعهم إلى احدى ثلاث ، فأيّتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم ، واكفف عنهم.
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٢١٢ ومناقب آل أبي طالب ١ : ٢٠٥ وقال اليعقوبي ٢ : ٦٥ : قيل : كان المتقدم جعفرا ثم زيد بن حارثة ثم عبد الله بن رواحة. وقال المعتزلي ١٥ : ٦٢ : اتفق المحدثون على أنّ زيد بن حارثة كان هو الأمير الأول ، وأنكرت الشيعة ذلك وقالوا : كان الأمير الأول جعفر بن أبي طالب فان قتل فزيد بن حارثة فان قتل فعبد الله بن رواحة ، ورووا في ذلك روايات. قال : وقد وجدت في الأشعار التي ذكرها محمد بن اسحاق في كتاب مغازي الواقدي (كذا!) ما يشهد لقولهم فمن ذلك ما رواه عن حسّان بن ثابت وهو :
فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا |
|
بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر |
وزيد وعبد الله حين تتابعوا |
|
جميعا وأسياف المنية تخطر |
ومنها قول كعب بن مالك الأنصاري :
ساروا أمام المسلمين كأنّهم |
|
طود ، يقودهم الهزبر المشبل |
إذ يهتدون بجعفر ولواؤه |
|
قدّام أولهم ، ونعم الأوّل |
وهما في سيرة ابن هشام ٤ : ٢٦ ـ ٢٧. وفي الدرجات الرفيعة : ١٥٤ أنّ عقيل بن أبي طالب كان قد أقبل مسلما مهاجرا الى النبي صلىاللهعليهوآله قبل الحديبية ، فشهد غزوة مؤتة مع أخيه جعفر عليهالسلام. وانظر قاموس الرجال ٢ : ٦٠٤.