وصول جعفر إلى خيبر :
روى الطبرسي عن أبان الأحمر البجلي الكوفي عن زرارة عن الباقر عليهالسلام قال : كان رسول الله قبل أن يسير إلى خيبر أرسل عمرو بن اميّة الضمري إلى النجاشي عظيم الحبشة .. وأمر عمرا أن يقدم عليه بجعفر وأصحابه. فجهّز النجاشيّ جعفرا وأصحابه بجهاز حسن ، وأمر لهم بكسوة ، وحملهم في سفينتين. فلمّا فتح رسول الله خيبر أتاه البشير بقدوم جعفر بن أبي طالب وأصحابه من الحبشة .. فقال : ما أدري بأيّهما أسرّ ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر!
وعن سفيان الثوري عن ابن الزبير عن جابر الأنصاري قال : لما نظر جعفر ابن أبي طالب إلى رسول الله حجل ـ أي مشى على رجل واحدة ـ إعظاما لرسول الله. فقبّل رسول الله ما بين عينيه (١).
بل روى الطوسي في «التهذيب» بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم افتتح خيبر أتاه الخبر أن جعفرا قد قدم فقال : والله ما أدري بأيهما أنا أشدّ سرورا؟ أبقدوم جعفر أو بفتح خيبر. فلم يلبث أن جاء جعفر فوثب رسول الله فالتزمه وقبّل ما بين عينيه. (و) قال له : يا جعفر ، ألا اعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك [حبوة] فتشوّق الناس ورأوا أنه يعطيه ذهبا أو فضة. [وقال جعفر] : بلى يا رسول الله (٢) فعلّمه الصلاة المنسوبة إليه : صلاة جعفر الطيّار (٣).
وروى الطوسي في أماليه بسنده عن حذيفة بن اليمان قال : لما قدم جعفر من أرض الحبشة بأرض خيبر إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله أتاه بهداياه من الغالية والقطيفة.
__________________
(١) إعلام الورى ١ : ٢٠٩ وانظر سيرة ابن هشام ٤ : ٣ ومغازي الواقدي ٢ : ٦٨٣.
(٢) التهذيب ٣ : ١٨٦ ، الباب ٢٠ ، الحديث ١.
(٣) تجد تفصيل الصلاة عن الباقر عليهالسلام في الكافي ٣ : ٤٦٥ ، والفقيه ١ : ٣٤٧ طبع النجف الأشرف ، والتهذيب ٣ : ١٨٦.