رسول الله (١) فروى ابن اسحاق : أنّ رسول الله انتهى في مسيره إلى ذي طوى فوقف على راحلته .. وفرّق جيشه ، فجعل الزّبير بن العوّام على الجناح الأيسر وأمره أن يدخل من ثنيّة كدى (بأسفل مكة) وجعل خالد بن الوليد على الجناح الأيمن ومعه من قبائل العرب : أسلم وسليم وجهينة ومزينة وغفار ، وأمره أن يدخل من الليط أسفل مكة أيضا (٢) وأن يغرز رايته دون البيوت (بيوت الشعر ـ عروش مكة) وقد أمر الزبير أن يغرز رايته بأعلى مكة بالحجون ، وقال له : لا تبرح حتى آتيك. وبعث سعد بن عبادة على كتيبة من الأنصار في مقدّمته (٣) وأمره أن يدخل من ثنية كداء بأعلى مكة (٤).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٨٢٣.
(٢) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٤٧ و ٤٩ ومغازي الواقدي ٢ : ٨٢٥. وأطلق الأزرقي في أخبار مكة اسم الليط على جزء من وادي ذي طوى في الطرف الغربيّ لجبل الكعبة يسمى اليوم وادي التنضباوي نسبة إلى أشجار التنضب التي كانت تنبت في هذا الوادي ، كما في معجم معالم مكة التاريخية لعاتق بن غيث البلادي ، وعنه في مجلة الميقات ٣ : ١٥١.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٨٤٨.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٨٢٥ وابن اسحاق في السيرة ٤ : ٤٩ كذا ، وقيل : المعروف أن جيوش الفتح أحاطت بمكة من ثلاث جهات : أذاخر حيث دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله وكداء حيث دخل الزبير وكتائب الأنصار ، ودخل خالد بن الوليد من كدى المعروف اليوم بريع الرّسام ، وكان سيره على طول الشارع المعروف اليوم بشارع خالد بن الوليد ، وفيه مسجد ينسب إليه ، وذلك غربيّ المسجد الحرام. أما الزبير فقد جرّ فيلقه من المعلاة بأعلى مكة (ريع الحجون اليوم) إلى ثنيّة المدنيّين في سفح جبل الخنادم إلى المسجد الحرام حيث اجتمعوا فيه.