المباهلة بالنساء وأبناء الخلفاء :
وأغرب السيوطي في تفسير الآية بما أخرجه عن ابن عساكر (م ٥٧١ ه) عن الصادق عن أبيه الباقر عليهماالسلام قال : فجاء صلىاللهعليهوسلم بأبي بكر وولده! وبعمر وولده! وبعثمان وولده! وبعلي وولده! (١) ولحق به الحلبي (م ١٠٤٤ ه) في سيرته فروى : أنّهم تشاوروا مع بني قريظة (؟!) فلم يحضروا للمباهلة رأسا ، فقال عمر للنبي صلىاللهعليهوآله : لو كنت لاعنتهم فبيد من كنت تأخذ؟ فقال صلىاللهعليهوسلم : كنت آخذ بيد عليّ والحسن والحسين وفاطمة وحفصة وعائشة! ثم زاد : وهذا يدلّ عليه قوله تعالى : «ونساءنا ونساءكم» قال : وفي لفظ (؟!) : أنّهم واعدوه على الغد فلما أصبح جاء ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي ثم مال الى اختيار ما نقله أولا ورجّحه على هذه الرواية المتواترة الثابتة القطعية (٢) هذا وقد انقرض بنو قريظة قبل هذا بكثير فكيف شاوروهم؟!
وابن عساكر الدمشقي متوفى في (٥٧١ ه) ومن شعره في علم الحديث :
ولا تأخذه من صحف فترمى |
|
من التصحيف بالداء العضال (٣) |
ولعلّه أخذ ما رواه عن الصادق عن الباقر عليهماالسلام من الصحف فاصيب بداء التحريف.
فقد روى الصدوق في «عيون أخبار الرضا عليهالسلام» عن أبيه الكاظم عليهالسلام : أن هارون الرشيد سأله : كيف قلتم إنّكم ذريّة النبي وهو لم يعقّب ذكرا وأنتم ولد البنت؟! فقلت ... الى أن قال : أزيدك يا أمير المؤمنين! قال : هات. فتلى عليه آية
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٣٨ و ٣٩.
(٢) إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون ٣ : ٢٤٠ وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٥٠٦.
(٣) هدية الأحباب : ٨٤ بالفارسية.