وزاد القمي في تفسيره قال : كان سبب نزولها أنّ مارية القبطيّة كانت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله تخدمه ، وكان ذات يوم في بيت حفصة ، فذهبت في حاجة لها ، فتناول النبيّ مارية ، وعادت حفصة فعلمت بذلك فغضبت ، وأقبلت على رسول الله وقالت له : يا رسول الله ، هذا في يومي وفي داري وعلى فراشي؟!
فاستحيا رسول الله منها وقال لها : كفّي فقد حرّمت مارية على نفسي ، فلا أطأها بعد هذا أبدا! وأنا افضي إليك سرّا! فقالت : نعم ، ما هو؟ فقال : إنّ أبا بكر يلي الخلافة بعدي ، ثمّ من بعده أبوك! فقالت : من أخبرك بهذا؟ فقال : الله أخبرني!
فذهبت حفصة من يومها ذلك إلى عائشة فأخبرتها بذلك! وذهبت عائشة إلى أبيها فأخبرته بذلك! فذهب أبو بكر إلى عمر فقال له : إنّ عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ، ولا أثق بقولها : فاسأل أنت حفصة عنه ، وأخبره بالخبر.
فجاء عمر إلى ابنته حفصة وقال لها : ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟! فقالت حفصة : ما قلت لها من ذلك شيئا! فقال لها عمر : إن كان هذا حقّا فأخبرينا حتّى نتقدّم فيه! فقالت : نعم ، قد قال رسول الله ذلك! فنزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله بهذه السورة (١).
ومن صالح المؤمنين؟
وفي الآية الرابعة من السورة قوله سبحانه : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ).
__________________
(١) تفسير القمّي ٢ : ٣٧٥ ، ٣٧٦.