لزواجه بها (١). ثم ارتحل فرجع إلى المدينة في ذي الحجة.
وأين خالد بن الوليد؟ :
روى الواقدي عن المغيرة بن عبد الرحمن (المخزومي ظ) عن خالد بن الوليد قال : لما دخل رسول الله في عمرة القضية تغيّبت فلم أشهد دخوله. وكان أخي الوليد ابن الوليد قد أسلم واعتمر مع النبيّ ودخل مكة فطلبني فلم يجدني .. وسأله رسول الله عنّي فقال : أين خالد؟ فقال الوليد : يأتي به الله! ثم كتب إليّ كتابا فيه :
«بسم الله الرحمن الرحيمِ. أما بعد : فإنّي لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام ، وعقلك عقلك! ومثل الإسلام جهله أحد؟ وقد سألني رسول الله عنك فقال : أين خالد؟ فقلت : يأتي الله به! فقال : «ما مثله جهل الإسلام ، ولو كان جعل نكايته وجدّه مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له ، ولقدّمناه على غيره» فاستدرك ـ يا أخي ـ ما فاتك ، فقد فاتتك مواطن صالحة».
قال خالد : فلما جاءني كتابه سرّني مقالة رسول الله وزادني رغبة في الإسلام فنشطت للخروج إليه (٢).
ورجع رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى المدينة.
سرية السلمي إلى بني سليم :
ذكر الواقدي رجلا من بني سليم يدعى ابن أبي العوجاء السلمي كان قد
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٤ : ١٤ ، وفروع الكافي ٥ : ٣٦٨ ، الحديث ٢ والتهذيب ٧ : ٤٠٩ ، الحديث ٢. وانظر مختصر خبر العمرة والزواج في اعلام الورى ١ : ٢١١ ـ ٢١٢ ومناقب آل أبي طالب ١ : ٢٠٥.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٧٤٦ ، ٧٤٧. وفي ٧٤٥ : إن خالدا وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة قدموا المدينة لهلال صفر سنة ثمان. ولذا فنؤجل خبره إلى هناك.