العباس يفاخر عليا عليهالسلام :
لم أجد فيما بأيدينا شانا خاصا للآيتين ١٧ و ١٨ : (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ) وكأنهما تمهيد لخلع يد المشركين عن المسجد الحرام ، وكذلك تناسبان ما يليهما : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَعِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) : ١٩ حتى آخر الآية ٢٢.
مرّ في أخبار فتح مكة : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله أرسل الى عثمان بن أبي شيبة من بني عبد الدار فأخذ منه مفاتيح الكعبة ثم ردّها إليه وهنا نجده كأنه ضمن من استنفرهم النبي من أهل مكة فجاؤوه ومنهم عمه العباس.
فروى العياشي في تفسيره عن الصادق عن علي عليهماالسلام قال : كنت أنا والعباس وعثمان بن أبي شيبة في [ذكر] المسجد الحرام ، فقال عثمان بن أبي شيبة : ان رسول الله أعطاني الخزانة ـ يعني مفاتيح الكعبة ـ وقال العباس : ان رسول الله أعطاني السقاية ـ وهي زمزم ـ ولم يعطك شيئا يا علي! (١).
ورواه القمي في تفسيره عن الباقر عليهالسلام قال : وقال علي عليهالسلام : أنا أفضل فاني آمنت قبلكم ثم هاجرت وجاهدت. فرضوا برسول الله حكما ، فأنزل الله الآية (٢).
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٨٣.
(٢) تفسير القمي ١ : ٢٨٤ وفي خبر آخر في تفسير العياشي قال : فكان علي وحمزة وجعفر الذين آمنوا وجاهدوا. ومن هنا كأنما أخطأ الرواة فذكروا حمزة في المفاخرة ، وهو شهيد في احد في الثالثة للهجرة ، وجعفر أيضا شهيد في مؤتة قبل هذا.
وانظر التبيان ٥ : ١٩٠ ومجمع البيان ٥ : ٢٣ وجامع البيان ١٠ : ٩٤ وشرح الأخبار للقاضي المصري ١ : ٣٢٤. وأسباب النزول للواحدي : ١٩٩.